“الصحافة ليست في مأمن من الاستهداف الإسرائيلي”، هذا ما يثبته واقع الحال في غزة، التي تتعرض لليوم السادس على التوالي لحرب تطال كل شيء، حتى مقر وكالات أنباء عالمية ومكاتب شبكات تلفزة محلية عربية ودولية لم تسلم من القصف، أبرزها شبكة الجزيرة الإعلامية.

قالت عضو مجلس النواب الأمريكي رشيدة طليب اليوم السبت 15 ماي، إن “إسرائيل تستهدف مقرات وكالات الإعلام حتى لا يرى العالم ذبح الفلسطينيين، وجرائم الحرب”.

وأضافت أن “الهدف هو أن لا يرى العالم مقتل الرضع، والأطفال، وآبائهم”.

جاء ذلك بعد ساعات من تدمير المقاتلات الإسرائيلية الحربية برجا سكنيا يضم عددا من المكاتب الإعلامية الدولية بمدينة غزة، منها مكتب قناة “الجزيرة” القطرية، ووكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

إخفاء الحقيقة

سامي أبو سالم، صحفي فلسطيني يعمل لصالح وسائل إعلام أجنبية، كان على موعد وقت استهداف برج الجلاء ليطل مباشرة على شاشة قناة الجزيرة باللغة الإنجليزية، يقول للجزيرة “الاحتلال دمر البرج ومنعني من نقل رسالة الحقيقة”.

وأكد أن استمرار استهداف الأبراج والإطاحة بها سيحد بشكل قوي من خروج صورة واضحة تظهر ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في غزة، كون هذه الأبراج تضم مكاتب كبريات وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وشركات مزودة لخدمات الإنترنت، التي تمثل هذه الأبراج أماكن مناسبة لها من ناحية جغرافية وتقنية لمباشرة عملها على وجه أفضل.

وتسبب تدمير برج الجلاء، الذي لحق بـ3 أبراج أخرى دُمِّرت خلال الحرب المستعرة حاليا، في انقطاع خدمات الإنترنت عن قطاع كبير من المكاتب الصحفية والمنازل السكنية.

إن هذا الاستهداف وفرض طوق محكم على غزة ومنع دخول الصحفيين الأجانب، يؤشر إلى احتمالية تصعيد خطير تحضر له إسرائيل، وتريد أن “تستفرد” بغزة بعيدا عن “عيون الكاميرات” التي ترصد جرائمها.