تتجه أنظار الليبيين ودول الجوار، الأربعاء 26 ماي، صوب جلسة ملتقى الحوار السياسي الليبي التي ستنعقد عبر تقنية “زووم” يومي الأربعاء والخميس لمناقشة مقترح القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، الذي أعدته اللجنة القانونية المنبثقة عن الملتقى.
يأتي هذا الاجتماع وسط تضاؤل فرص إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر في الـ 24 من شهر ديسمبر 2021، إضافة إلى بروز إشكال دستوري جديد بشأن ما يمكن أن تخلقه مخرجات الملتقى من تصادم مع عمل الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا.
صراع دولي وداخلي
السبب الرئيسي لعرقلة إجراء الانتخابات الليبية في ليبيا يتمحور أساسا حول صراع الدول الكبرى على اقتسام الكعكة، وخاصّة تبعات الاقتتال بين الليبيين على مدى 7 سنوات.
تتصاعد المخاوف لدى الليبيين مع استمرار تدفق السلاح على الفريقين المتصارعين، ومناوشات من الممكن أن تمهد لاندلاع الحرب بينهما من جديد في ظلّ تواصل ما يعرف بأزمة المرتزقة.
أمراء الحرب
أكد المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل في تصريح لموقع “JDD Tunisie” ، أن لديه تحفظات بشأن الخطط الأمميّة لعودة الاستقرار داخل ليبيا واصفا إياها بأنها تسوق للوهم.
وأضاف عقيل أنه في كل الحالات الشبيهة بليبيا، يجتمع ما يعرف بأمراء الحرب حول مائدة للتفاوض من أجل تحديد آليات نزع السلاح وتفكيك الميليشيات المسلحة لإعادة تشكيل مؤسستي الجيش والشرطة، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة “أعطت بظهرها” لأمراء الحرب في ظل تواصل تقاتل الجماعات المسلحة بشأن النفوذ والمال على الأراضي الليبية، وهو ما لا يبشر بعودة الاستقرار قريبا.
وأضاف “أمراء الحرب لن يسمحوا للنازحين والمهجّرين بالعودة إلى أرض الوطن خاصة وأن من بينهم كفاءات ونخب ترغب في الترشح لتولي مناصب عليا بليبيا” قائلًا “سيغيرون صناديق الانتخابات وسيعملون على ترهيب اللجان الانتخابية” مؤكدا أن فرضية فرض نتائج انتخابات مزورة واردة بشدّة.
نزع السلاح
محدّثنا أشار إلى أنّ ليبيا تحتاج إلى نزع سلاح الميليشيات وتفكيكها باعتراف المبعوث الأممي “يان كوبيتش” وأنّ تنفيذ القرار يحتاج إلى بعثة أممية يقودها جنرال وجنود بقبعات زرقاء ولا يحتاج إلى بعثة سياسية مثل ما يروج له.
وأضاف “كوبيتش لا يجرؤ على اتخاذ هذه القرارات لأنه بذلك سيتخلى عن الامتيازات التي يتمتع بها من راتب شهري يفوق الـ 50 ألف يورو إضافة إلى الطائرة الخاصة والاستقبال الرئاسي الذي يحظى به” قائلا إنه بصدد تكوين أجندا ضخمة باسم ليبيا.
طرد المرتزقة؟
أفاد عز الدين عقيل بأن مطالبة البعثة الأممية بطرد جميع المرتزقة من ليبيا لن يحل المشكل بل على العكس مؤكّدًا أنّ أمراء الحرب سيلعبون دورًا رئيسيًّا خلال الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الحالي، وفق تقديره,
وأكّد أن أغلب المرتزقة إما معتقلون أو يشتغلون قسرا في أعمال شاقة ويتلقون معاملة سيئة، فأغلبهم يرغب بالعودة إلى بلده.
الميليشيات المحليّة المسلحة
المرتزقة جلبهم أمراء الحرب وهم يمثلون موطئ قدم للقوى الخارجية مثل تركيا وروسيا، وفق عقيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا يسعيان بكل الطرق إلى طردهم من الأراضي الليبية خدمة لمصالحهم الشخصية فقط.
وتابع “الشعب الليبي لم يعد يتأذى من المرتزقة بقدر تأذيه من الميليشيات المحلية المسلحة، فهم يسيطرون على المعابر الحدودية وحقول النفط ويهرّبون حوالي 80 ألف برميل نفط يوميا لبيعها بالمسالك الموازية ووصل بهم الحد إلى اغتيال صحفية مالطية بعد كشفها بالوثائق تعاون الميليشيات مع المافيا الإيطالية”.
وأشار عقيل إلى أنّ الميليشيات مازالت تسيطر على الطريق الاستراتيجي الرابط بين شرق ليبيا وغربها ودائما ما يلجؤون إلى ابتزاز الحكومات، كما أن لديهم القدرة على مهاجمة مؤسسات السيادة.
