صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

الأمنيون في صدارة المعتدين على الصحافيين

أعلنت نقابة الصحفيين التونسيين اليوم الإثنين 03 ماي 2021 أنها سجلت 206 اعتداءات على حرية الصحافة خلال عام، وهي أعلى نسبة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي دعت إليه النقابة، قدمت فيه تقريرها لسنة 2021 لحرية العمل الصّحفي، تزامنًا مع اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 ماي سنويا.

الجهات الأكثر اعتداء على الصحافة

احتلّ الأمنيون والنقابات الأمنية المرتبة الأولى في قائمة الاعتداءات على الصحفيين وعلى رأسهم النقابات الأمنية مما دفع بنقابة الصحفيين لتضمين وزارة الداخلية على رأس قائمة أعداء الصحافة لسنة 2021 إذ تنوعت الاعتداءات من الاعتداء بالعنف الشديد إلى الاحتجاز التعسفي دون وجه قانوني إلى الهرسلة والتحريض والثلب والتهديد والتشهير بالصحافيين على صفحات النقابات الأمنية بالإضافة إلى المنع عن العمل وطلب تراخيص رغم الاستظهار ببطاقة صحفي محترف.

كما تمّ تسجيل حالتي تحريض في حق مؤسسات إعلامية وهي إذاعة موزاييك وإذاعة الديوان، كما نُعت بعض الصحافيين “بالملحدين”و”اليساريين أعداء الإسلام”، ووقع شن حملة تكفيرية ضد المنظمات الحقوقية والصحفيين واتهامهم بالعملاء.

رئاسة الحكومة هشام المشيشي

أفصحت حكومة المشيشي من الشهر الثاني لتوليها منصبها على الاعتداء ضد الصحفيين حيث سحبت مشروع قانون حرية الاتصال السمعي البصري لفسح المجال أمام قلب تونس وائتلاف الكرامة من تمرير مبادرة لتنقيح المرسوم 116 وفقا لأهواء لوبيات المال السياسي والمتطرفين.

كما رفض رئيس الحكومة نشر الاتفاقية الإطارية للصحفيين في الرائد الرسمي رغم قرار المحكمة الادارية، بل زاد في عمق الأزمة بانتهاج سياسية الترهيب إلى غاية اقتحام مقر وكالة تونس إفريقيا للأنباء، والاعتداء على صحفيين ومحاولة تعيين رئيس مدير عام مقرب من النهضة بالقوة.

إلى جانب ضرب حق النفاذ إلى المعلومة من خلال مناشير داخلية وتعليمات للمسؤولين مركزيا وجهويا تحجب المعطيات.

كتلة ائتلاف الكرامة

تصدر نواب ائتلاف الكرامة المعتدين على الصحفيين، حيث أقدم نوابها على محاولة تمرير مبادرة لتنقيح المرسوم 116 وذلك في غاية منها للسيطرة على الهايكا وخضوعها للمحاصصة الحزبية وضرب القطاع.

كما تعددت اعتداءات الكتلة على القانون عبر الشتم وخطابات الكراهية وكان ذلك سواء عبر المداخلات في الجلسات العامة أو عبر صفحاتهم.

إلى جانب تطرق العديد منهم الاعتداء على الصحفيين البرلمانيين ومنعهم من أداء عملهم والتضييق عليهم ومحاولة ترهيبهم، حيث قام النائب يسري الدالي بمنع الصحفيين من مواكبة أشغال لجنة شؤون الإدارة والقوات الحاملة للسلاح.

ارتفاع عدد الاعتداءات المسجلة

وبخصوص الإحصائيات العامة للاعتداءات، سجلت نقابة الصحفيين التونسيين، خلال الفترة الممتدة بين 1 ماي 2020 و 30 أفريل 2021، 204 اعتداء طال 195 صحفيا وصحفية.

وقد سجلت هذه السنة أعلى نسب الاعتداءات على الصحفيين وحرية الصحافة مقارنة بسنتي 2020 و2019، حيث سجلت النقابة في نفس الفترة من سنة 2019، 139 اعتداء، طال 200 صحفيا وصحفية.

وسجلت النقابة أعلى نسب الاعتداءات على الصحفيين خلال الثلاث الأشهر الأولى من سنة 2021، حيث سجلت تلك الفترة 75 من أصل 204 اعتداء، أي بنسبة 37 بالمائة من مجمل الاعتداءات، ويعود التطور الكبير لعدد الاعتداءات بتجدد الحركية الاجتماعية بتعمق أزمة كوفيد 19 وحدة التجاذبات السياسية خلال الفترة الأخيرة والتي كان أكبر ضحاياها الصحفيون والمصورون الصحفيون.

وقد تعرض أكثر من 194 صحفيا وصحفية لأنواع كثيرة من الاعتداءات خلال الفترة الممتدة بين 1 ماي 2020 و30 أفريل 2021.

وقد اتسمت الاعتداءات بالطابع الاجتماعي حيث تعرض الصحفيين للعنف في إطار مجموعات خلال تغطيتهم التحركات الاجتماعية التي شهدتها الساحة الوطنية أو خلال تغطيتهم لمجريات الصراع السياسي داخل مجلس نواب الشعب وخارجه.

وقد كانت مسيرة حركة النهضة التي نظمتها في 27 فيفري 2021 الأخطر على الصحفيين حيث سجلت أعلى نسب الاعتداءات خلل الشهر وتم فيها استهداف الصحفيين في أكثر من مناسبة وسجلت أولى حالات التحرش، كما أصبح مجلس نواب الشعب محيط غير مريح للصحفيين بعد تتالي محاولات التضييق على مجال عملهم.

الخروج من نسخة الهاتف المحمول