ظاهرة الأمية في صفوف النساء في تونس
راهنت تونس منذ الاستقلال على التعليم وعلى الثروة البشرية والمعرفة إلا أن الإحصائيات الأخيرة لنسبة الأمية في صفوف النساء مفزعة فوفق آخر أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية فإن 25 بالمئة من النساء التونسيات أميات وأكثر من 60 في المئة ممن تركن الدراسة مبكرا من متساكني الأرياف.
أسباب ارتفاع نسبة الأمية
تعرف ظاهرة الأمية بعدم القدرة على القراءة والكتابة وفي المجتمعات المتقدمة يعتبر من لا يحسن استعمال الحاسوب جاهلا، في تونس من المرجح أن تشهد هذه الظاهرة تناميا يعود لعدة أسباب أبرزها الميزانية المتواضعة لتعليم الكبار وغياب برامج متطورة تتماشى مع مقتضيات العصر موجهة للمرأة الريفية والأمية، في حال عدم تدارك السياسات الفاشلة الموجهة لمحو الأمية ستتضاعف هذه النسب وانعكاساتها ستكون وخيمة على المجتمع.
الجانب التوعوي ضروري جدا عن طريق توضيح منافع التعلم وتحفيز النساء عبر برامج إحاطة اجتماعية ودعم مالي، فالظروف المعيشية الصعبة تساهم بشكل كبير في انتشار الأمية والمبالغ الكبيرة المطلوبة لشراء الكتب والكراسات والأدوات المدرسية يعجز الأهالي عن دفعها فالأولوية عندهم توفير المال للأكل والشرب والسكن.
انعكاسات الأمية على المجتمع
تعد الأمية آفة اجتماعية ذات انعكاسات وخيمة على المجتمع لعل أبرزها:
انعزال الفرد وصعوبة اندماجه ومجراته للحياة نتيجة إحساسه بعدم احترام الذات، سهولة استقطابه من الجماعات الإرهابية ودمغجته بسبب جهله وعدم دراياته، صحيا يمكن للشخص غير المتعلم أن يضر نفسه نتيجة سوء استعمال الأدوية كما يواجه صعوبات وحوادث أكثر في العمل ويجعله مجبرا على الاستعانة بغيره كي يقرأ ويكتب له.
الأمية آثارها لا تنعكس على الفرد فقط بل تعطل أجيالا عن النمو والتطور ويعاني صعوبات في التدرب وأخذ الخبرات وبإمكانه أن ينعكس على كل القطاعات التنموية والذي من شأنه أن يجعل الدولة عاجزة على إيجاد الطريقة الصحيحة لإيصال المعلومة كما يعد ارتفاع الأمية في تونس حاضنة للتطرف والإرهاب.
تونس كانت رائدة في التعليم ما لذي حصل؟
الأرقام المقلقة لارتفاع منسوب الأمية لدولة كانت رائدة عربيا كتونس وتخرج منها كفاءات في الأدب والفن والسياسة والقانون الأمر الذي يحيلنا على فشل المنظومة التعليمية في تونس، ساهمت عوامل عديدة في تراجعها كالإمكانيات المحدودة وضعف البنية التحتية وغياب مؤطرين يشهد لهم بالكفاءة، تضاعفت الأزمة مع غياب سياسة تعليمية واضحة غير متأثرة بالتجاذبات السياسية والإيديولوجية والإصلاحات المسقطة.
سارة القايدي