جدّ يوم الجمعة 23 أفريل 2021 في رامبوييه هجوم إرهابي لتونسي الجنسية، توفيت على إثره ستيفاني المساعدة الإدارية لقوة الشرطة الوطنية البالغة من العمر 49 عامًا، اعتداء وصفه رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس بأنه “تصرّف همجي وجبان إلى أقصى حد”.
منفذ هجوم رامبوييه يعاني من التطرف واضطرابات في الشخصية
بين يوم الجمعة وصباح الأحد، تم اعتقال خمسة أشخاص: والد القاتل، الذي يعيش في رامبوييه، الزوجان الذين يقيم معهما إداريًا في ثيايس، والذي أطلق سراحهما مساء الأحد 25 أفريل 2021، واثنين من أبناء العم، وصرّح قاضي التحقيق في مؤتمر صحفي أنه قد تم وضع أحد أبناء عمه رهن الاحتجاز لدى الشرطة بعد مرور يومين من الاعتداء الذي نفذه جمال جورشين.
وفي نفس السياق أعلن المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في فرنسا جان فرانسوا ريكار، أن المواطن التونسي الذي قام بمهاجمة الموظفة الإدارية في أمانة مركز الشرطة في رامبوييه والتي تعمل به منذ 28 عاما في إقليم إيفلين بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، يعاني من التطرف واضطرابات في الشخصية.
وأضاف ريكار أنه تم العثور في الهاتف الخلوي لمنفذ الهجوم على مقاطع فيديو لأغاني دينية تمجد الشهداء والجهاد.
تفاصيل الهجوم الارهابي
ظهر “جمال ج” على كاميرات مراقبة رامبوييه في منتصف النهار و48 دق، وشوهد بعد دقيقة وهو ينزل من دراجته النارية أمام غرفة صلاة في المدينة.
ولقطته عدسات الكاميرا أمام مركز الشرطة الساعة الثانية و19 بعد منتصف النهار، ثم دخلت الشرطية للغرفة الأمنية بملابس مدنية ودون سلاح فاندفع القاتل وراءها مباشرة، وبعد دقيقتين أمسكها وأصابها بطعنتين إحداهما في البطن وأخرى في الحلق، فقٌتلت على الفور رغم تدخل المسعفين.
وعلى إثر ذلك أُصيب المهاجم برصاص شرطيّ وتُوفي بسبب توقف القلب، وصرّح مصدر من الشرطة أن منفذ الاعتداء ألقى بالسكين في اتجاه رجال الشرطة وهو يهتف “الله أكبر”.
الشرطة لا تعرفه
ذكرت النيابة المكلفة بمكافحة الإرهاب في تحديد السيرة الذاتية لمنفذ الهجوم أنه أصيل مدينة مساكن من ولاية سوسة، يبلغ من العمر 36 سنة أتى إلى فرنسا في 2009، وتابعت النيابة أنه حصل في 2019 على تصريح إقامة استثنائي للعمل ثم تصريح إقامة في ديسمبر 2020 صالح حتى ديسمبر 2021.
وحتى 2020 كانت منشوراته مخصصة فقط للدفاع عن المسلمين أو التصدي لكره الإسلام.
واعتبارا من أفريل 2020 خلال العزل المفروض بسبب الجائحة نشر صلوات وآيات قرآنية على موقع فايسبوك، وبعد أيام على مقتل الأستاذ صمويل باتي على يد إسلامي في أكتوبر 2020 غير صورته وانضم إلى حملة بعنوان “احترموا النبي محمد”.
وأوضح المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب “جان فرانسوا ريكار”: إن جمال ج لم يكن معروفا لجميع أجهزة المخابرات ولا يظهر سجله الجنائي أي إدانة.
كما يذكر أحد الخبراء أنه “في مواجهة هذه الملفات الشخصية التي يصعب التعامل معها، فإن التقرير ولا سيما عبر الرقم المجاني المخصص لتقارير التطرف الجهادي، يمكن أن يكون حاسمًا”.
وتشكل قوات الأمن في فرنسا بشكل منتظم هدفاً لتنظيمات جهادية، من بينها تنظيم الدولة الإسلامية، في وقت شهدت فيه فرنسا في السنوات الأخيرة موجة اعتداءات غير مسبوقة أسفرت عن أكثر من 250 قتيلاً وكتبت نقابة الشرطة في هذا الصدد تغريدة: “الرعب، مجددا يستهدف قوات الأمن ويضربها”.