تتواصل أزمة منظومة الإنتاج الحيواني في تونس بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف في ظل غياب إجراءات تنظم عملية توزيعها ما تسبب في إنهاك الفلاحين في مختلف جهات الجمهورية وتهديد قوت المستهلك وديمومة القطاع.

صعوبات

من جانبه أكد مدير وحدة الإنتاج الحيواني بـ الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، منور الصغيري، في تصريح لـ”JDD” أن منظومة الإنتاج الحيواني تمر بنوعين من الصعوبات منها صعوبات راجعة لارتفاع كلفة الإنتاج بسبب الزيادة في أسعار الأعلاف وصعوبات على مستوى الترويج بسبب نقص الاستهلاك الداخلي وعرقلة عملية التصدير وضعف المقدرة الشرائية للمواطنين خاصة أثناء فترة الحجر الصحي، مبينا أن هذه الصعوبات أثرت سلبا على المردودية الاقتصادية للقطاع وباتت تهدد ديمومته خاصة بعد عزوف عديد المربين عن مواصلة النشاط، على حد قوله.

كلفة الإنتاج 

وأكد مدير وحدة الإنتاج الحيواني أهمية الأعلاف في كلفة الإنتاج حيث تجاوزت 60% بالنسبة للحليب واللحوم الحمراء و80% بالنسبة للحوم البيضاء وذلك لارتباط الإنتاج بالأعلاف المركزة البسيطة والمركبة في ظل النقص المسجل في إنتاج الأعلاف الخضراء والخشنة ببلادنا، وفق تعبيره.

ووبين ”منور الصغيري” أن أسعار الأعلاف المركبة شهدت ارتفاعا منذ شهر أوت 2020 إلى موفى شهر مارس 2021 لتبلغ مستويات غير مسبوقة حيث ارتفعت الأسعار في 9 مناسبات بنسب متفاوتة حيث ارتفعت أعلاف الأبقار الحلوب بحوالي 32.5 % وأعلاف الدجاج (اللحم)بـ 24.3 % و أعلاف الدجاج بالنسبة للبيض بـ 20.8 % وأعلاف الأغنام بـ 48 بالمئة.

ويعود الارتفاع المشط في أسعار الأعلاف المركبة في جزء هام منه إلى الارتفاع الكبير للمواد الأولية في السوق العالمية منذ شهر سبتمبر 2020، إلى موفى شهر فيفري 2021، حيث سجل سعر  مادة فيتورة السوجا زيادة بحوالي 51 % وسعر حبوب الذرى بـ + 43 %.

وندد ”الصغيري” بتفشي الاحتكار والمضاربة في قطاع الأعلاف حيث تم الاستحواذ على حوالي 50 بالمئة من الأعلاف بالسوق السوداء مما يتسبب في ارتفاع سعر الأعلاف وبالتالي تعميق الفجوة بين كلفة الإنتاج وسعر البيع.

الحليب والدواجن  

هذا وبين الصغيري أن مصانع الحليب باتت تعتمد نظام الحصص، حيث يقوم المجمع باقتناء كميات هامة من الحليب من الفلاح ليبيعها للمعامل التي لا تشتري سوى كميات محدودة منها، مما تسبب في إتلاف كميات كبيرة من مادة الحليب بلغت حولي 300 ألف لتر يوميا وبالتالي خسارة الفلاح.

وأضاف منور الصغيري أن كلفة أعلاف الدجاج تمثل 20.8 بالمائة من كلفة الإنتاج، مشيرا إلى أن كلفة البيض بلغت 220 مي للبيضة الواحدة في وقت لا يتجاوز فيه سعر بيعها 190 مي وكلفة لحم الدجاج بلغت 3600 مي للكغ الواحد في حين لا يتعدى سعر بيعه 3300 مي وفي بعض الأحيان لا يتجاوز 3000 مي، وفق تعبيره.

تربية الماشية 

وأكد مدير وحدة الإنتاج الحيواني أن كل هذه العوامل أثرت سلبا على الاستثمار حيث تراجع في مجال تربية الماشية بحوالي 63 بالمئة، ما أدى إلى تقلص الإقبال على تربية الأغنام وأثر على منظومة الإنتاج حيث سجلت خسارة بلغت في جانفي 2020 حوالي  41 مليار وهو الفارق بين كلفة الإنتاج وسعر البيع، مشيرا إلى أن أعلاف الأغنام فاقت 48 بالمئة. 

غياب الحلول 

وأكد محدثنا أن هذه الصعوبات ترجع إلى غياب حلول هيكلية واستراتيجية واضحة للنهوض بهذه المنظومة مما جعل قطاع الإنتاج الحيواني يواجه يوميا مشاكل على مستوى الكلفة والجودة والسلامة الصحية.

وحذر منور الصغيري من عدم تنمية الإنتاج الحيواني خلال السنوات القليلة القادمة، موضحا أنه إذا لم تتخذ الدولة خطوات جادة وحازمة في دعم القطاع ستضطر إلى توريد الحليب بأسعار تفوق القدرة الشرائية للمواطن، وفق تقديره.

المقترحات 

وكان الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قد قدم جملة من المقترحات للنهوض بقطاع الألبان على غرار اعتماد ديناميكية الأسعار بخصوص إنتاج الحليب والمراجعة الدورية لسعر الحليب على مستوى المربي مع الأخذ بعين الاعتبار الكلفة الحالية للإنتاج والمقدرة بـ 1310 مي/للتر الواحد معتبرا أن الزيادة الأخيرة بـ 100 مليم للتر غير كافية حيث يكون سعر البيع في حدود 1140 مي/للتر أي بخسارة مباشرة قيمتها 170مي/ لتر.