في خطوة تصعيدية، وجّهت حركة النهضة في بيان شديد اللجهة يوم الثلاثاء 20 أفريل 2021، اتهامات لرئيس الجمهورية بدوسه على الدستور ونزوعه إلى الحكم الفردي، كما عّلق عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية خليل البرعومي على تصريح قيس سعيد بأنّه القائد الأعلى للقوات المدنية قائلاً: “انقلاب واضح على القانون. والدستور بتأويل فردي دون استشارة أو تنسيق مسبق، غير مسموح الزج بالقوات الأمنية في طواحين الشعبوية”.

قراءة تاريخية

في تفسير لصيرورة “الانقلابات” التي عرفتها تونس، يقول أستاذ التاريخ المعاصر بالجامعة التونسية الدكتور عميرة عليّة الصغير، لـ”JDD”، إنّ البلاد لم تعرف أبدا انقلابات بالمعنى المتعارف عليه بقيام مجموعة مسلحة بالاستيلاء على السلطة وتنصيب قائدها رئيسا، مضيفا أنّ المحاولة الأولى كانت سنة 1961 والتي تعرف بـ”انقلاب الشرايطي” بعد تنسيق بين مجموعتين إحداهما مدنية والأخرى عسكرية.


وتابع الصغير أنّ العمليّة الثانية، تتعلق بمحاولة انقلاب “الاتجاه الإسلامي” حركة النهضة على نظام الحبيب بورقيبة يوم 8 نوفمير 1987، لكن أجهض هذا المخطط بالانقلاب الدستوري الذي نفذه الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في السابع من نوفمبر.
وأكّد محدّثنا أنّ مايقوم به سعيّد يدخل في خانة ليّ الذّراع بين أطراف السلطة في صراع مفتوح حول الصلاحيات واختلاف في تأويل الدستور مشيرا إلى أنّه لا يمكن اعتباره انقلابا.

الهدم غايته

من جانبه، أوضح أستاذ القانون شكري عزّوز لـ”JDD”، أنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار رئيس الجمهورية قائدا لقوات الأمن الداخلي وذلك بالرجوع إلى نص الدستور والقانون المتعلق بالوظائف السامية في الدولة.
وتابع عزوز أن الموضوع سلفا يتعلّق بالشكل الذي يطمح له سعيّد للحكم قائلا إنّه أقرب للأناركيّة واتّخذ ذلك نسقا تصاعديا منذ توليه الرئاسة حيث اعتبر في بداية الأمر أن حكومة تصريف الأعمال غير مسؤولة ثم تدرّج في تأويل “الشخصية الأقدر” بعد الانتخابات التشريعية إذ يعتبر أنها غير خاضعة لأي ضابط في حين أنها في كل قوانين العالم تشير إلى الشخصية الأقدر على تشكيل الحكومة، وفق قوله.

وأضاف محدّثنا أنّ رئيس الجمهوريّة وصل إلى مرحلة تنزيل أفكاره منزلة الواقع تنفيذا بلا ملامح ولا تصوّر حتّى أنه لم يتحدث بعد توليه الرئاسة عن نظام الحكم الذي تتشكّل أركانه من الديمقراطية الصاعدة من الأسفل إلى الأعلى، الذي تبنّاه خلال “حملته التفسيرية”.
وأكّد أنه في كل ظهور إعلامي يثير الماضي في كل مداخلاته لأنه لا يملك مشروعا واضحا وغايته الهدم، وفق قوله.