التقى رئيس الجمهورية قيس سعيد الأربعاء 7 أفريل 2021، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، وتكون بذلك أول امرأة تشغل هذا المنصب في ليبيا والرابعة عربيّا.
فمن هي المنقوش؟

الخارجية بنكهة نسائية


عُيّنت نجلاء محمد المنقوش وزيرة للخارجية والتعاون الدولي في 10 مارس الماضي ضمن الفريق الحكومي برئاسة عبد الحميد دبيبة، تلبية لرغبة أعضاء البرلمان وخاصة من المنطقة الشرقية، باعتبار أن حقيبة الخارجية من نصيب شرق البلاد أو إقليم برقة، وفق التقسيم التاريخي الذي تم اعتماده في توزيع المناصب التنفيذية.

الوزيرة التي حصدت إعجاب التونسيين قبل أيام، تخرجت من كلية الحقوق بجامعة قاريونس ببنغازي، وتفرغت للعمل كمحامية أمام المحاكم الجنائية، ومع بدايات أحداث فيفري في 2011 انضمت إلى العمل كموظفة بالمجلس الانتقالي الذي كان يرأسه مصطفى عبد الجليل، قبل أن تتجه نحو التخصص في مجال النشاط الحقوقي والاجتماعي في إطار المجتمع المدني.

كما شاركت في دورات عدة بدول عربية وأجنبية، حيث نجحت في ربط علاقات مهمة مع العديد من المنظمات، ما ساعدها على إعادة التخطيط لمستقبلها، ومن هناك حصلت على منحة من برنامج فولبرايت الأميركي للطلاب الأجانب، والذي يقدم تمويلا كاملاً لمدة عامين للأكاديميين الراغبين في إنهاء برنامج درجة الماجستير في إحدى جامعات الولايات المتحدة.

ويبدو أنه كان مقررا منذ البداية أن تؤول حقيبة الخارجية في الحكومة الليبية الجديدة إلى جنس الإناث، ففي أول تسريب للتشكيل الوزاري ظهرت لمياء بوسدرة على رأس هذه الحقيبة، لكن ترشيحها قوبل بالرفض، وخاصة من رئاسة مجلس النواب ومن أعضائه عن المنطقة الشرقية، ومن قوى سياسية أخرى، وذلك بسبب الحديث عن “تبعيتها المباشرة لقوى الإسلام السياسي”.

إشادة من الداخل والخارج

قوبل اختيار المنقوش لهذا المنصب الحساس بارتياح كبير داخل وخارج ليبيا، حيث وصفه السفير الأميركي في طرابلس، ريتشارد نورلاند، خلال مشاركته بندوة افتراضية نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بـ”اللحظة التاريخية للمرأة الليبية”، معتبراً أنه “لا يمكن لأي بلد أن ينجح إذا أقصي نصف سكانه”، بينما اعتبره وزير الخارجية الليبي الأسبق محمد الدايري “علامة فارقة” في تاريخ الدبلوماسية الليبية، قائلاً إنها “تعد من النخبة النسوية المشهود لها بالكفاءة”.

وأشادت الناشطة السياسية والحقوقية الليبية رحاب الأجنف، بتكليف نجلاء المنقوش على رأس منصب كبير مثل وزارة الخارجية، قائلةً إنه “يثلج صدور نساء ليبيا بعد التهميش الطويل لهن، وتعويض مناسب عن هضم حقوقهن في المشاركة بالحياة السياسية على مدار العقود الماضية، وتقليل الحصة المخصصة لهن على رأس الوزارات في حكومة الدبيبة”.

وترى الأجنف أن “تكليف المنقوش في الواجهة الدبلوماسية للبلاد سيعطي صورة إيجابية للعالم عن ليبيا الجديدة، التي يقف فيها الرجل والمرأة على قدم المساواة في كل المجالات بالحياة، صغيرها وكبيرها”.