شهدت شواطئ البلاد التونسية في السنوات القليلة الماضية ظواهر غريبة ونادرة وغير مسبوقة على غرار تغيّر لون مياه البحر إلى الأحمر أو البنفسجي وغزو آلاف قناديل البحر شواطئ بنزرت إضافة إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك.

الأسباب

من جانبها كشفت، الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنلوجيا البحار الدكتورة، أسماء حمزة، أن الظواهر الغريبة المتمثلة في تغير لون البحر إلى ألوان متعددة ترجع بالأساس إلى تكاثر نوعية من النباتات البحرية التي تعرف بالطحالب المجهرية بسبب التلوث والتغيرات المناخية والتحركات البحرية ”البواخر” وذلك تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير.

وأوضحت ”أسماء حمزة” أن هذه النباتات بمجرد تكاثرها يتحول لون البحر إلى لونها فتبرز بألوان متعددة ”زرقاء ” مثل التي ظهرت مؤخرا في منطقة حمام الشط على شكل ضوء أزرق منبثق من بين أمواج البحر، مشيرة إلى أن هذه الظواهر قديمة وهي سبب من أسباب تسمية البحر الأحمر.

أنواع الطحالب

وأكدت محدثتنا وجود نوعين من الطحالب المجهرية نوعية تتكاثر ولا تفرز سموما وأخرى تتسبب في تقليص مادة الأكسجين في البحر مما يتسبب في نفوق كميات كبيرة من الأسماك مثلما حصل سنة 2019 في خليج قابس.

وأضافت الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنلوجيا البحار أن هناك 6 آلاف نوع من هذه النباتات منها 300 تتميز بالتكاثر المفرط وتتسبب في مشاكل بيئية متمثلة في تغير لون البحر إلى لونها ”أحمر أو أبيض أو بنفسجي أو أخضر ” و 100 نوع من هذه الطحالب المجهرية هي سامة وتتسبب في نفوق الأسماك ويمكن أن تتسبب في مشاكل صحية لمستهلكي ”المحَّار”، أو أمراض جلدية ، وفق قولها.

قناديل البحر

وفسرت الدكتورة، أسماء حمزة، ظاهرة غزو آلاف قناديل البحر شواطئ رأس الجبل في ولاية بنزرت أو القناديل السامة أو ما يعرف بـ ”الحُرّيقة” من نوعية

Physalia physalis التي ظهرت مؤخرا في شواطئ ولاية نابل كظاهرة غريبة وغير مسبوقة، بالانحباس الحراري والتغيير المفاجئ في المناخ، موضحة أن هذه الكائنات البحرية “الهُلامية” تتكاثر بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وهي غير قادرة على مواجهة التيارات البحرية وغالبا ما تلفظ بها الأمواج على الشواطئ، على حد قولها.

وحذرت أسماء حمزة من القناديل السامة التي ظهرت مؤخرا في شواطئ الوطن القبلي، مشيرة إلى أنها من الممكن أن تتسبب في أمراض قلبية تصل في بعض الأحيان إلى السكتات القلبية وفق قولها.

رصد الظواهر

وأفادت الباحثة في المعهد الوطني لعلوم وتكنلوجيا البحار أنه تم منذ سنة 1995، تكوين مرصد وطني لمراقبة الطحالب المجهرية وتوقع هذه الظواهر البحرية قبل وقوعها من خلال اعتماد النمذجة الرقمية التي تحدد أماكن وأنواع هذه الكائنات ومدى خطورتها، إلى جانب القيام بتحاليل من خلال أخذ عينة من مياه البحر وتحديدا بمناطق تمركز القوقعات، وفق قولها.