في آخر تقرير لمنظمة العفو الدولية لسنة 2019 2020 حول أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمت ملاحظة استثمار أزمة الكوفيد من قبل الحكومة لقمع المحتجين والتصعيد في القمع وإرساء عدم المساواة.
كما يشير التقرير إلى تراجع تونس إلى المرتبة 118 في مجال حقوق الإنسان في ظل الجائحة خاصة فيما يتعلق بحرية التعبير والتجمع وحقوق النساء والحق في الصحة وحقوق اللاجئين والمهاجرين، الأمر الذي يدفعنا للتساؤل، عن وضعية حقوق الإنسان في تونس ومصيرها؟
حقوق الإنسان كونية
لا يوجد تعريف محدد لحقوق الإنسان لكنها تشمل كل المبادئ الأخلاقية والمعايير الاجتماعية التي ترتبط بسلوك الإنسان ولايمكن تجزئتها فهي تنطبق على كل البشر بشكل متساو بغض النظر عن هويتهم أو لغتهم أو ديانتهم أو لونهم ومن غير الممكن انتزاعها إلا بموجب قانوني.
حقوق الإنسان في تونس بعد الثورة
الدستور التونسي يكفل الحقوق والحريات كحرية المعتقد والضمير وممارسة الشعائر الدينية لكن على أرض الواقع كان هناك تضييق وتجاوزات وصلت إلى حد السجن والتعذيب للمعارضين ومع الثورة تغيرت الموازين بإطاحة نظام بن علي ورفع فيها مطلب ثلاثي هو كرامة شغل حرية.
الثورة التونسية أولى ثورات الربيع العربي التي أفضت إلى نشوء نظام ديمقراطي ومن المفترض أن تكون من أولويات هذا النظام مكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي وضمان الحقوق والحريات في كل المجالات لكن ما زالت إلى اليوم حقوق الإنسان في تونس بعيدة عن تطلعات الشعب.
الانتهاكات ما زالت متواصلة
الانتهاكات لا تزال متواصلة ففي الآونة الأخيرة تعرض عدد من المدونين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للإيقاف للتحقيق بسبب تدويناتهم على مواقع التواصل المنتقدة للحكومة بخصوص التعامل مع وباء كورونا وتعالي أصواتهم المطالبة برحيل حكومة فشلت في إنقاذ اقتصاد تونس.
توظيف الحكومات لكورونا ضد حقوق الإنسان
في زمن تفشي فيروس كورونا استغلت الحكومة التونسية الوضع لقمع المظاهرات وزج المحتجين في السجون ففي الرابع عشر من جانفي المنقضي انطلقت حركات احتجاجية جابت المدن المهمشة والأحياء الشعبية من الشمال إلى الجنوب رافعين مطالب اجتماعية واقتصادية واجهتها الحكومة بالعنف والقمع.
على إثرها تم اعتقال 1500 مواطن كما قامت النقابات الأمنية بنشر صور الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي والإفصاح عن هوية مجتمع الميم، ولم تكتفي السلطات بهذا القدر بل تمادت لتقر حظر التجول فجأة بتعلة مقاومة فيروس كورونا، في وقت تتواصل فيه عمليات القمع وإسكات الأصوات المعارضة من مناسبة إلى أخرى.
سارة القايدي