من المنتظر أن تتجاوز المستشفيات والمراكز الصحية في تونس أزمة الأكسجين بعد أن وقع الاتفاق مع الجزائر على استيراد كميات إضافية من الغاز المعد لتصنيع الأكسجين بصفة استثنائية وذلك بسبب ارتفاع الحاجة إليها على خلفية تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن عنه وزير الصحة، فوزي مهدي.

التكفل بالمرضى

وأوضح وزير الصحة أن تونس لجأت إلى الجزائر من أجل الحصول على كميات إضافية من الأكسجين بهدف التكفل بالمرضى خاصة خلال هذه الفترة وارتفاع الإصابات بفيروس كوفيد 19 وتفادي النقص المسجل في هذه الكمية، معبرا عن شكره للسلطات الجزائرية لمساعدتها في التكفل بمرضى كورونا في تونس والتي تشهد ارتفاعا ملحوظا في الإصابات.

رغم ارتفاع الحالات في الجزائر

من جانبه قال الإعلامي الجزائري، حمزة حناشي، في تصريح لـ”JDD” إن متانة العلاقات التي تربط بين تونس والجزائر دفعت سلطات بلاده إلى عدم التردد في مد يد المساعدة، خاصة وأن الرئيس، عبد المجيد تبون، قد تعهد منذ تنصيبه بمساعدة الدولة التونسية متى احتاجت ذلك، وفق تعبيره.

وأفاد حمزة حناشي بأن الجزائر تشهد في الأيام الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد الحالات بكوفيد 19، ما دفع “تبون” يوم الاثنين 26 أفريل 2021 إلى عقد اجتماع طارئ مع الوزير الأول ولجنة الصحة لتباحث الوضع، على حد قوله.


إنقاذ الموسم السياحي

وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 45 ألف سائح جزائري دخلوا إلى تونس سنة 2015، عبر المعابر وذلك بعد أسبوع فقط من العمليتين الإرهابيتين التي جدت في باردو وأودت بحياة 21 سائحا والتي شهدتها سوسة وخلفت 38 قتيلا أجنبيا.

وجاء توافد الجزائريين في تلك الفترة كحركة تعاطف وتضامن مع تونس، لقيت استحسانا من طرف السلطات التونسية ومن المنظمتين العالمية والعربية للسياحة وذلك لمساهمتها في إنقاذ الموسم السياحي التونسي آنذاك والذي شهد تدهورا بعد العمليتين الإرهابيتين.

روابط تاريخية

وتمثل الجزائر امتدادا طبيعيا لتونس لتصبح الحدود بين البلدين غير مهمة من الناحية الاجتماعية والبشرية والثقافية واللغوية، حيث لم تشهد العلاقات الثنائية توترات تُذكر. 

وتميزت العلاقة بين الدولتين باحترام رابطة الجوار بفضل طبيعة الأوضاع في كلا البلدين رغم العمليات والاختراقات التي حصلت على الحدود على غرار العمليات الإرهابية في منطقة جبل الشعانبي.