صرح الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي لسعد اليعقوبي أن الجامعة بصدد توجيه دعوة عاجلة لوزارة التربية حتى تتفاعل لتقييم الوضع واستشراف ما يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة كما أكد اليعقوبي أنه في حال عدم استكمال هذه المرحلة لا يمكن الحديث عن سنة دراسية واستنادا للقانون لا يمكن اعتماد ثلاثية واحدة لإنجاح تلاميذ البكالوريا مما يستدعي التشاور والنقاش مع وزارة التربية خاصة مع حلول الموجة الثالثة لفيروس كورونا سريع الانتشار.

في حين أن وزير التربية بتاريخ الخامس من فيفري المنقضي صرح أن التوجه إلى سنة بيضاء أو التمديد فيها غير مطروح بالمرة ولا يوجد ما يدعو إليه وأن السنة الدراسية ستتواصل بشكل عادي وامتحان البكالوريا ما زال قائما وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة لذلك لكن يبدو أن تداعيات كورونا الأخيرة ستغير المعادلة. 

ماهي السنة البيضاء؟

إعلان السنة الدراسية بيضاء لا يكون إلا بقرار وزاري في حال توقف الدراسة لأكثر من ثلث السنة الدراسية مع عدم تنفيذ ثلث البرامج وعدم تصحيحها خاصة الامتحانات الرسمية كشهادة الابتدائية وشهادة المتوسط وشهادة البكالوريا.

التعليم في تونس

راهنت تونس منذ الاستقلال على التعليم باعتباره سبيلا للارتقاء بالمجتمع وتم اتخاذ عدة إجراءات ساهمت في دحض عديد الآفات المجتمعية التي تهدد الأطفال الأمر الذي يفسر الإقبال الكبير من الأولياء على تسجيل أطفالهم في مقاعد الدراسة.  

وتفيد آخر الاحصائيات وجود ما يناهز 3 ملايين طالب وهو ما يؤكد المكانة التي يحظى بها التعليم في تونس.

التعليم بعد الثورة 

شهد التعليم في تونس تراجعا في مستوى البرامج والمناهج  خاصة مع اندلاع ثورة 14 جانفي، حيث تعالت الأصوات المنادية بنظام تربوي بديل يكون أفضل من النظام الحالي خاصة مع ظهور دراسات من البنك الدولي تؤكد أن الطفل المولود في تونس يفقد 48 بالمئة من قدراته الإنتاجية عندما يكبر.

عدة عوامل ساهمت في الوصول الى هذه النتيجة فنقائص البنية التحتية وسوء التسيير على مستوى إدارة الموارد البشرية وتوزيع المؤسسات التربوية وضعف الميزانية وغياب الصيانة والنظافة كلها أسباب جعلت الوضع يصل إلى ما هو عليه. 

المنظومة التربوية التونسية في البلاد التونسية لا تواكب تطورات العصر عن طريق رفض الانخراط في التكنولوجيا والرقمنة، الأمر الذي أكدته إحصائيات صادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مفادها أن 70 بالمئة من أطفال تونس لا يجيدون الرياضيات و 70 في المئة لا يجيدون العلوم. 

تفاقمت أزمة التعليم في تونس مع إغلاق المدارس لفرض التباعد الاجتماعي  بشكل متكرر بسبب ظهور فيروس كورونا مما أثر سلبا على مستوى التعليم عند التلاميذ  وعلى مستقبلهم إذ يوافق اليوم رصد أكثر من 5 إصابات بفيروس كورونا بمعهد ابن راشد بڨفصة في صفوف التلاميذ والإطارات التربوية ليتقرر بموجب ذلك غلق المعهد كإجراء وقائي.