مشاريع درامية رمضانية ليبية تتنافس هذا العام في المشهد السينمائي الليبي، بعد الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد في الآونة الأخيرة، لتضفي على هذا الشهر مجموعة من المسلسلات الجاهزة للعرض أبرزها مسلسل “أيام الجور” الذي يتناول سنوات الحرب الليبية.
صراعات دموية وسياسية
كانت الصراعات الدموية والسياسية حاضرة في مسلسل “أيام الجور” الذي جسد الواقع الليبي وما مرَّ به شعب عاش لأكثر من 10 سنوات على وقع الظلم الاجتماعي وأصوات القنابل ورائحة الموت داخل القرى والمنازل.
المسلسل المتكون من 15 حلقة تم تصويره بمدينة “درج”بمشاركة ثلة من أبرز نجوم الساحة السينيمائية الليبية على غرار الفنان، محمد بن يوسف وعياد الزليطني وعبدالله الشاوش وزبيدة قاسم.
وتدور أحداث المسلسل داخل إحدى القرى الليبية التي يترأسها شيخ القرية، أو كما يطلق عليه في عدد من الدول العربية اسم “العمدة”، حيث يذيق هذا الشيخ الأهالي مختلف أشكال الظلم والاستبداد، وفق ما أوضحه المؤلف والمخرج ”عادل الحاسي” لموقع سكاي نيوز عربية.
الفنتازيا والواقعية
أحداث المسلسل مستوحات من الواقع المر الذي عاشته ليبيا في العشرية الماضية، حيث يعالج قضايا اجتماعية عديدة مثل غياب القانون وتفشي الجريمة وهدر الدماء دون رادع والصراعات الأهلية من أجل المال وزواج القاصرات والميراث وتخاذل المسؤولين إلى جانب عديد القضايا الأخرى.
ووفقا لمخرج المسلسل فإن هذا العمل الدرامي لا يرتبط بحِقبة زمنية معينة فحسب وإنما هو أيضا مزيج بين الواقعية والفنتازيا التي تتلخص صفاتها في إدراج العناصر الخيالية داخل إطار متناسق داخليا ويمكن تحديد أي مكان لعنصر الخيال أو قد يتسرب إلى ما قد يبدو إطاراً لعالم حقيقيّ أو قد توجد كاملة تضعه في إطار لعالم خيالي، حيث تكون هذه العناصر جزءاً من هذا العالم.
ويفضح المسلسل أيضا سلوكيات كل من تولى إدارة الحكم وتجاهل أوضاع شعبه وفكر فقط في مصالحه ليكون أكبر همه الحصول على المال، كما تطرق المسلسل أيضا إلى إظهار تجرؤ أبناء المسؤولين على فعل ما يريدون وإباحة كل ما هو مرفوض دون ردع.
ورغم مرور فترة قصيرة من بروز بوادر انفراج الوضع السياسي في ليبيا إلا أنه تم الانتهاء من هذا العمل دون صعوبات، رغم أن مواقع التصوير كانت مدمرة وهو ما دفع فريق العمل لإعادة بنائها من جديد حتى يتم استكمال تصوير المسلسل، دون تلقي أي دعم أو مساعدة من أي جهة رسمية، وفق ما أكده مؤلف المسلسل.