تواصل القنوات التلفزيّة التونسية خلال شهر رمضان التّنافس على كسب رهان نسب المشاهدة لتعويض صعوبات مادية عانت منها في الآونة الأخيرة وذلك من خلال بث أعمال درامية وأخرى كوميدية تَحدَّت شركاتُ الإنتاج خلال تصويرها جائحة فيروس كورونا المستجد.
قضايا اجتماعية
حافظت بعض المسلسلات على طابعها الاجتماعي المتعلق أساسا بالعلاقات الأسرية وقصص الحب والخيانة على غرار مسلسل ”الفوندو” للمخرجة سوسن الجمني و”أولاد الغول” للمخرج ”مراد بن الشيخ” لتسلط مسلسلات أخرى الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية بين تونس وإيطاليا مثل مسلسل “الحرقة” للمخرج الأسعد الوسلاتي، فيما تتميز بعض المسلسلات بالمزج بين لهجتين مختلفتين ”’تونسية والجزائرية” وحضور الممثلين من البلدين على غرار مسلسل “مشاعر 2” و”المليونير”، في تجربة فريدة من نوعها عززت علاقات الأخوة بين البلدين.
وما يميز معظم المسلسلات التونسية لهذه السنة هو العودة بوضوح جلي إلى تاريخ تونس القديم وتوظيفه بشكل كوميدي مثل سلسلة “كان ياما كانش” للمخرج عبد الحميد بوشناق إلى جانب “ابن خلدون”، للمؤلف “سليم بن اسماعيل” والمخرج “سامي فعور” لتغوص مسلسلات أخرى بالمشاهدين في عوالم الجوسسة والبوليس والجريمة والسجن من خلال مسلسل “الجاسوس”.
الفوندو
وتراهن قناة الحوار التونسي هذا الموسم الرمضاني على مسلسل ”فوندو” للمخرجة ”سوسن الجمني” وهو عمل درامي يمتد على 20 حلقة يعالج قضايا الظلم والسجن وعلاقة الأبناء بالأب وغيرها من القضايا التي حاولت الجمني تسليط الضوء عليها.
وشاركت في هذا المسلسل ثلة من أبرز الممثلين التونسيين مثل “نضال السعدي” و”كمال التواتي”و”سهير بن عمارة” و”درصاف مملوك” و”محمد علي بن جمعة” و”أميرة شبلي” و”ياسين بن قمرة” و”نعيمة الجاني” و”نوردو” .
أولاد الغول
من جانبها تسعى قناة التاسعة هذا العام كغيرها من القنوات لكسب متابعة الجمهور التونسي في شهر رمضان من خلال بث مسلسل أولاد الغول في 30 حلقة للمخرج ”مراد بن الشيخ”، قصة وسيناريو وحوار ”رفيقة بوجدي”.
ويتطرق هذا العمل الرمضاني الذي يجسد قصة عائلة “الغول” المتكونة من ثلاثة أبناء وابن آخر من علاقة غرامية للأب “اسماعيل الغول” إلى طبيعة العلاقات المعقدة بين الاخوة وفي علاقتهم بالوالدين وهو عمل فني من بطولة الممثلين فتحي الهداوي ووحيدة الدريدي، وحلمي الدريدي وغيرهم من الممثلين البارزين في الساحة السينمائية.
الحرقة
وتسجل التلفزة الوطنية حضورها كذلك من خلال مسلسل ”الحرقة” الذي يعرض الهجرة غير النظامية من تونس إلى إيطاليا وهو من إنتاج التلفزة التونسية قصة وإخراج الأسعد الوسلاتي.
ويتناول العمل الدرامي الظاهرة ومعاناة العائلات التونسية في البحث عن أبنائها الذين غامروا بحياتهم ورموا بأنفسهم في براثن البحار هروبا من الفقر والبطالة ،بحثًا عن واقع يعتقدون أنه أفضل ليصطدم بعضهم بعالم موحش في عرض البحر وينجوا البعض الآخر في مراكز الحجز بعد وصولهم للتراب الإيطالي.
ويشارك في المسلسل عدد من أبرز الممثلين التونسيين على غرار وجيهة الجندوبي وعائشة بن أحمد ورياض الفهري وحكيم بومسعودي.
وكان من المتوقع عرض هذا المسلسل خلال شهر رمضان 2020، إلا أن جائحة كوفيد 19 حالت دون استكمال تصوير كامل حلقاته التي كانت معظمها في البحر.
مشاعر 2
ويُعرض مسلسل مشاعر في جزئه الثاني على قنوات قرطاج التونسية وحنبعل والنهار الجزائرية وهو عمل درامي اجتماعي للمخرج التركي “محمد الجوك”، يشارك فيه عدد من الممثلين التونسيين والجزائريين في تجربة غير مألوفة للتونسيين في جزئها الأول السنة الماضية.
وهو مسلسل من بطولة حسان كشاش وسارة لعلامة وأحمد الأندلسي وسامية رحيم وريم الرياحي وعديد الممثلين التونسيين والجزائريين.
المليونير
كما يشاهد الجمهورين التونسي والجزائري هذا العام مسلسل “المليونير” وهو عمل يجمع بين الطابع الدرامي والكوميدي ويؤدي بطولته ممثلون من الجزائر وتونس ومنهم بيونة وحسان كشاش ونبيل عسلي وسارة لعلامة وعزة سليمان.
ويؤدي شارة المسلسل فنان الراب الجزائري سولكينغ و معظم مشاهد العمل صُورت في تونس.
ابن خلدون
ومن الدراما إلى الكوميديا حيث تبث قناة الحوار التونسي خلال شهر رمضان مسلسل “ابن خلدون” الذي يشارك في بطولته كريم الغربي و بسام الحمراوي وجعفر القاسمي ولطفي بندقة ودليلة مفتاحي إلى جانب سماح الدشراوي ونوردو.
هذه السلسلة الكوميدية تعرض في 20 حلقة وهي مستوحاة من شخصية المؤرخ التونسي ابن خلدون ومن إخراج سامي فعور وتأليف سليم بن إسماعيل.
كان ياما كانش
إلى جانب مسلسل ابن خلدون يعرض المسلسل الكوميدي “كان ياما كانش” على القناة الوطنية الأولى ويتطرق إلى وضع تونس قبل 3000 سنة في شكل هزلي.
وهذا العمل من إخراج عبد الحميد بوشناق وبطولة كل من جهاد الشارني وهالة عياد ومنجي العوني وعزيز الجبالي ورملة العياري وريم عياد وغيرهم من النجوم.
الجاسوس
ويتطرق مسلسل “الجاسوس” الذي يبث على قناة التاسعة إلى عالم البوليس والجوسسة بطريقة كوميدية وهو من إخراج ربيع التكّالي وتمثيل عديد النجوم التونسيين على غرار لطفي العبدلي ولطيفة القفصي ورياض النهدي ودارين حداد وغيرهم من نجوم الساحة السينمائية والفنية.
وبين الدراما والكوميديا تطرح المسلسلات التونسية قضايا اجتماعية وتاريخية مختلفة بشكل نقدي، راهنت قنوات تلفزيونية من خلالها على كسب نسب عالية من الإعلانات التجارية وعائداتها المالية لتعويض الصعوبات المادية التي عانت منها بسبب جائحة كورونا التي وصل مداها إلى عديد الأعمال الدرامية لتعطل عملية التصوير على غرار المسلسل التونسي الجزائري مشاعر ومسلسل الحرقة.
و رغم هذه الصعوبات والعراقيل التي كبلت عملية تصوير الأعمال الرمضانية إلا أن جميع المسلسلات التونسية تحدت الوباء وعرضت في مواعيدها المحددة .