صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

لماذا يتوّرط تونسيون في أغلب الهجمات في أوروبا؟

قُتل منفّذ الهجوم الإرهابي الذي تسبب في مقتل شرطيّة بمدخل دائرة الشرطة في رامبوييه قرب باريس، وهو تونسي الجنسية ليُضاف إلى قائمة التونسيين الذين نفذوا عدة هجومات في أوروبا طيلة السنوات الماضية.
من هو هذا التونسي؟ وماذا يفسّر وقوف التونسيين وراء أغلب هذه العمليات في أوروبا؟

من هو؟


كشفت مصادر مطّلعة لـ”JDD”، أنّ منفّذ الهجوم بسكين في ضواحي باريس يدعى جمال بن سالم قرشان وهو أصيل مدينة مساكن التابعة لولاية سوسة، ولد بها يوم 3 أكتوبر 1984.

سافر قرشان إلى ايطاليا في عملية هجرة غير نظامية سنة 2009 ثم تنقّل إلى فرنسا حيث حصل سنة 2019 على رخصة إقامة استثنائية، ثم حصل في ديسمبر 2020 على بطاقة إقامة صالحة إلى غاية ديسمبر 2021 لذلك عاد إلى تونس لأول مرة في فيفري 2021، ومكث مع عائلته في مساكن طيله 3 أسابيع قبل أن يعود إلى فرنسا

تقول مصادرنا إنّه اتّصل بوالدته هاتفيا صباح أمس الجمعة، أي يوم تنفيذ العملية وأعلمها أنه سيعود إلى تونس يوم 25 أفريل الجاري.

منفذ الهجوم



الجهات القضائية في فرنسا، أوضحت أنه مجهول لدى المصالح الأمنية للشرطة وأجهزة المخابرات ولم يقع تصنيفه ضمن أي قائمة للمشتبه بهم كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد جيرانه الذي عرفه لمدة شهرين سنة 2017 قوله إنه “شخص مسلم لكنه لا يؤدي شعائره الدينية”.

وتقول صحيفة لوفيغارو إنه منذ شهر أفريل 2020، أي في فترة الحجر الصحيّ، أصبح ينشر بصفة تكاد تكون يومية تدوينات حول الصلاة وآيات وأذكار قرآنية وأشاد ببعض الدعاة، بعد أن كانت اهتماماته تدور حول الترفيه والتجوال.

لماذا؟


في هذا الإطار، يفسّر المحلّل وأستاذ التاريخ السياسي الدكتور عبد اللطيف الحنّاشي لـ”JDD”، تورّط تونسيين في عمليات إرهابية يعود بالأساس إلى رد الفعل على  بعض الإجراءات التي اعتبرت مسيئة للمسلمين كحظر الحجاب في بعض المدارس، أو السماح بتوزيع الأفلام المسيئة للإسلام. أو نشر الصور المسيئة للنبي محمد، وهو ما دفع بعض الشباب إلى اتخاذ مواقف متطرفة من المجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها.

كما عزّى الحناشي هذه الظاهرة إلى الشعور بالتهميش لدى بعض المهاجرين بسبب الإجراءات التي تتخذها بعض الدول الأوروبية التي تعيش هواجس ومشاعر الإسلاموفوبيا، خاصة مع ازدياد منسوب العنصرية الأوروبية ضد الأجانب، وهي عوامل تجعلهم أكثر قابلية للانقلاب على المجتمعات الحاضنة لهم، وفق قوله.

وأضاف محدّثنا ومؤلّف كتاب “من شبكات الدعوة إلى تفجير العقول” أن كلّ البحوث حول الشخصية التونسية الثقافية تؤكّد ميلها إلى نوع من الاندفاعية في العمل، وهو ما تلعب على وتره بعض الجمعيات المتطرفة من أجل تنظيم البعض وغسل أدمغتهم.

جدير بالذكر أنّ فريق عمل من خبراء الأمم المتحدة أكّد سنة 2015 أن التونسيين هم الأكثر انضماماً إلى التنظيمات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق، فقد زاد عدد هؤلاء عن 5500 شابا.

الخروج من نسخة الهاتف المحمول