تشهد البلاد التونسية تدهورا على جميع الأصعدة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية ما يجعلها في مواجهة مباشرة مع الإفلاس وفقا لعدد من الخبراء الاقتصاديين، مما دفع الاتحاد العام التونسي للشغل إلى التقدم بمبادرة تقترح إجراء حوار وطني لحلحلة الأزمة في البلاد وسيتم الإعلان عن تاريخ انعقاده في أقرب الآجال.
الحوار الوطني
كشف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، في تصريح لقناة فرنس 24، أنه وقع خلال اللّقاء المغلق الذي جمعه برئيس الجمهورية، قيس سعيد، توافق في جميع جزئيات الحوار الوطني الذي سيكون على قاعدة مبادرة المنظمة الشغيلة، بإشراف رئيس الدولة، وفق قوله.
وأوضح الطبوبي أن مبادرة رئيس الجمهورية هي نفسها مبادرة الاتحاد التي تقترح إجراء حوار وطني يشارك فيه الشباب بشكل واسع سواء بصفة مباشرة أو عن طريق إثراء الحوار ببعض الآراء والأفكار، باعتبار الشباب يشكل ثروة حقيقية وقوّة اقتراح ونضج ومثالا يقتدى بأغلبيته في العالم.
وأشار نور الدين الطبوبي إلى أن هذا الحوار يرمي إلى تحقيق مصلحة مشتركة وهي مصلحة الوطن، مضيفا أن اللّقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية فيه الكثير من الصراحة والعمق وفي حدود مسؤوليات كل طرف، وفق تعبيره.
وبين الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل أن مبادرة الاتحاد هي مبادرة متكاملة تجمع بين ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي هدفها إيجاد حلول ومخرجات للأوضاع الصعبة والتعقيدات التي تمر بها البلاد، في إطار احترام الرأي المخالف والتعلّم من جميع التجارب والأخطاء السابقة، لتكون تونس نموذجا للعيش في مناخ ديمقراطي يكون فيه الشعب شريكا في رسم الخيارات لبلاده وتحمُّل الأعباء وتقاسم خيراتها التي يجب أن تبنى بسواعده الحقيقية، على حد قوله.
وقال الطبوبي إنه ليس عيبا أن تختلف أجهزة الدولة لكن يجب أن تظهر للعالم على أنها أجهزة متكاتفة ومتّحدة في خياراتها وبرامجها وأنها سند لبعضها من أجل بناء الثروة والنهوض بالوضع العام للبلاد وتكون نموذجا يقتدى به دوليا.
أسباب تأخر الحوار
وفي ذات السياق بين نور الدين الطبوبي أن المبادرة موجودة منذ أربعة أشهر على الطاولة لكن الحوار الوطني تأخر نظرا لتطلب نجاحه جملة من التحضيرات الجدية على غرار ضرورة تذليل الصعوبات إلى جانب تنامي الوعي لدى الجميع.
وأضاف الطبوبي إن السبب الآخر لتأخير الحوار هو ارتباطه بالجهات المانحة وبالعالم الذي عاش مؤخرا على وقع أزمة جائحة كورونا وشهد متغيرات، خاصة داخل الدول التي تملك اقتصادا صلبا، وفق تعبيره.
وقال الأمين العام للمنظمة الشغيلة إن انتظارات الشعب التونسي اليوم كبيرة وأنه قادر على صناعة ربيع بلاده مع كل قوى الخير التي ستجيب على الأسئلة الملحّة في البلاد والمتعلقة أساسا بالقضاء والتقليص من نسبة الفقر والاحتياج.
الأزمة في تونس: من المتسبب؟
واعتبر نور الدين الطبوبي أن بعض الأطراف السياسية تسببت في تأزم الوضع في البلاد وتحمل مسؤولية فشلها للاتحاد العام التونسي للشغل وتسعى إلى تحطيم ما حلم به الشعب التونسي بعد الثورة.
وبين الطبوبي أن تونس لم تعرف منذ الاستقلال أزمة سياسية على جميع المستويات مثل التي باتت تشهدها اليوم، معتبرا أن الاعتصام الموجود في الحوض المنجمي للمطالبة بالاستحقاقات والتنمية والتشغيل وتحقيق أهداف الثورة دليل على فشل الأحزاب الحاكمة في إدارة الشأن العام للبلاد.
وفي ظل الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد التونسية من تأزم على جميع الأصعدة تأمل جميع الأطراف الفاعلة والتي تهدف وتعمل على تحقيق المصلحة العامة في البلاد، إلى إنجاح مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل الرامية إلى تجاوز كل الصعوبات والتعقيدات التي من شأنها أن تعيق تقدم الدولة وخروجها من الأزمة وذلك من خلال حوار وطني يكون الشباب فيه العنصر الأبرز والأهم.