للعام الثاني على التوالي، غابت مراسم الاحتفال الرسمية بعيد الاستقلال في مؤسسة رئاسة الجمهورية، ولم يخرج الرئيس قيس سعيد لتهنئة عموم التونسيين بالعيد الوطني كما تغيب في عيد الجمهورية العام الماضي وعيد الثورة الذي دأب الفاعلون السياسيون على الاحتفاء به في سيدي بوزيد مما أثار خفيظة الأهالي.
وطرح صمت رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة عقب الانتخابات الرئاسية في أكتوبر 2019، في كل المناسبات والأعياد عدة تساؤلات حول إيمانه بهذه المناسبات.

غياب متعمد؟


أوضحت أستاذة الاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار، سلوى الشرفي في تصريح لـ”JDD”، اليوم الأحد 21 مارس 2021، أنّ الغياب المتكرر لقيس سعيد عن الأعياد والمناسبات الوطنية متعمّد ومن الواضح أنّه قرار سياسي.



وتابعت أنه لا يمكن إيجاد أي تبريرات لهذا السلوك باعتبار أنه لا يمكن التحجج بالوضع الصحي باعتبار أنه يتنقل إلى عدة أماكن ويدخل المساجد والسجون وغيرها من الأماكن المكتظة.

واعتبرت أن هذا السلوك لا يجوز باعتبار أن إشراف الرئيس على مواكب الاحتفالات الرسمية من بين مهامه البروتوكولية وكان على سعيّد احترام عادات الشعب التونسي الذي يحتفل بعيد الاستقلال منذ 65 سنة لما يحمله من رمزية تهم آلاف الشهداء والجرحى الذي سقطوا لحصول تونس على استقلالها.

أخطاء اتصالية


وكشفت أنّ سعيد بهذا السلوك أظهر أنه لا يحترم رموز الشعب التونسي والذاكرة الجماعية مما يخلف جروحا لدى قسط كبير منه خاصة من الذين فقدوا أجدادهم في معارك الاستقلال.
وتابعت الشرفي أنّه بتحليل خطاب رئيس الجمهورية فإن مرجعياته ليست وطنية وتونسية إذ يستمر بالاستشهاد والاستدلال بشخصيات لا تمت للتاريخ التونسي بصلة مشيرة إلى أنه من الواضح أن الرئيس لا يهتم بكل الأعياد والمناسبات الرسمية التي يستغلها عادة قادة الدول والرؤساء والملوك للاتقاء مع الناس وتوجيه الرسائل مما يكشف أنه يعاني مشكلا في التواصل والتخاطب.
وبينت محدثتنا أن مثل هذه المؤشرات تدل على غياب الذكاء السياسي معتبرة أنه أمر خطير يتجاوز السياق الوطني باعتباره مؤثرا في قراراته السياسية والدبلوماسية، وفق قولها.

وقد حاولنا في الطرف المقابل الاتصال بمؤسسة رئاسة الجمهورية لتوضيح سبب غياب الرئيس المتكرر عن هذه المناسبات الذي تكرر للعام الثاني على التوالي بالنسبة لعيد الاستقلال دون أن نتلقى أي رد يذكر.