أثار تكرر انفجارات الألغام بالمناطق الجبلية ردود أفعال وإن اختلفت في الشكل والمكان والزمان فإن المضمون واحد يتمثل في تهديد أرواح المدنيين الأبرياء الباحثين عن لقمة العيش في هذه المناطق الحدودية الخطرة.
ويأتي هذا الجدل بعد استنكار بعض نشطاء المجتمع المدني والسياسيين بالقصرين لما اعتبروه غيابا لإستراتيجية واضحة لمنع تكرر مثل هذه العمليات وذلك بعد استشهاد طفلين يوم الخميس 11 مارس 2021 .
مناطق خارج سيطرة الدولة
استنكر الأمين العام للتيار الشعبي ، زهير حمدي ، في تصريح لـ”JDD” أمس السبت، غياب إستراتيجة واضحة وحسم من قبل الدولة للتصدي للإرهاب من خلال تنظيف وتمشيط وتطهير المناطق الجبلية من هذه الآفة، على حد قوله.
واعتبر حمدي أن استشهاد طفلين إثر انفجار لغم أرضي في منطقة جبل السلوم بولاية القصرين يندرج ضمن عملية إرهابية، ما يؤكد أن هذه الآفة ما زالت مستوطنة بالبلاد التونسية إلى حد اليوم وأن بعض المناطق الجبلية على غرار جبل السلوم وجبل سمامة صارت خارج سيطرة الدولة، مشيرا إلى وجود غموض إزاء هذا الملف، ما أدى إلى تكرر مثل هذه العمليات، وفق قوله .
يجب اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة
وطالب الأمين العام للتيار الشعبي، مسؤولي الدولة باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة وجدية ورؤى واضحة، للقضاء على هذه الآفة وضمان عدم تكرر مثل هذه الحوادث التي باتت تهدد حياة المواطنين وتشكل خطرا على أمنهم واستقرارهم، وفق تعبيره .
الحل في عدم الاقتراب من هذه المناطق
من جانبه دعا معتمد القصرين الجنوبية، منجي العسكري، في تصريح حصري لـ”JDD” المواطنين إلى ضرورة الالتزام بإستراتيجية القوات الأمنية والعسكرية وعدم المجازفة والاقتراب من المناطق الخطرة مهما كان السبب، مطالبا بضرورة توجيه عناية خاصة بالمناطق المتاخمة للجبال في إطار برامج تنموية لتحسين أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية .
وأشار معتمد الجهة أنه تم بالتعاون مع مختلف الجهات الأمنية والعسكرية تحذير المواطنين من عدم الاقتراب من هذه المناطق الحمراء، والحرص على الوعي بخطورة الوضع بالمناطق الجبلية، وفق تعبيره.
تحول الوالي والمعتمد إلى منزل الشهيدين
وفي سياق متصل أكد مصدر صحفي خاص لـ “JDD” تحول كل من والي القصرين والمعتمد الأول ومعتمد الجهة وبعض الوحدات الأمنية والعسكرية إلى منزل عائلة الطفلين الشهيدين لتقديم التعازي، مشيرا إلى تنقل كل من المدير الجهوي لشؤون المرأة والأسرة، الزين النجلاوي والمدير الجهوي للتربية، منصف قاسمي، في يوم الحادثة إلى مكان الانفجار، على حد قوله.
وتجدر الإشارة إلى أن طفلين يبلغان من العمر 10 و 12 سنة قد استشهدا يوم الخميس 11 مارس الجاري ، إثر انفجار لغم أرضي في منطقة جبل السلوم من ولاية القصرين.
أحداث إرهابية متكررة في تونس
وللتذكير فقد تعرضت البلاد التونسية بعد ثورة الربيع العربي إلى هجمات إرهابية متكررة، على غرار حادثة الروحية سنة 2011 ، وأحداث جبل الشعانبي التي انطلقت منذ 2013 واستمرت إلى غاية اليوم، مسفرة عن استشهاد حوالي 38 عسكريا، إلى جانب حادثة قبلاط سنة 2013 والهجمات التي تعرضت لها كل من منطقة سيدي علي بن عون ومتحف باردو، وسوسة سنة 2015، إضافة إلى تفجير تونس وهجوم بن قردان سنة 2016.