سجلت تونس أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد يوم 2 مارس 2020، لتمر سنة على دخول الوباء إلى بلادنا، في انتظار وصول التلاقيح المضادة، خاصة وأن أغلب دول العالم انطلقت في عملية التلقيح ضدّ الجائحة، منذ الأشهر الأخيرة من السنة الماضية.
وللإشارة فإن تونس من بين 6 دول في العالم لم يصلها التلقيح، وفق ما صرّح به خليل الغرياني رئيس منظمة الأعراف, فمتى سيصل التلقيح ضد فيروس كورونا إلى تونس؟ ومن هم المستفيدون منه؟
الإصابات بكورونا في تزايد
وفق أخر إحصائيات وزارة الصحة التونسية، بتاريخ 26 فيفري 2021، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا 233,939 حالة، فيما سجلت البلاد منذ تفشي الفيروس بمختلف جهات الجمهورية 80028 حالة وفاة، وهو ما يطرح تساؤلا جوهريا مفاده، متى تصل أولى جرعات التلقيح إلى تونس ومتى ستشرع الوزارة في عمليات التلقيح؟ وهل أن التونسي متحمس للانتفاع بهذا اللقاح؟
وبين رافض ومؤيد للفكرة، يبقى الهاجس الأكبر هو التخلص من هذا الفيروس المستجد، والعودة إلى الحياة الطبيعية واستئناف الأنشطة الاقتصادية والثقافية والسياحية للبلاد التي شهدت ركودا على مستوى جميع القطاعات.
وحسب ما أكدته الدكتورة أحلام قزارة مديرة رعاية الصحة الأساسية وعضو لجنة التلقيح، في تصريحات إعلامية، فإن التلقيح ضدّ فيروس كورونا سيكون مجانيا وغير إجباري.
وتضم الدفعة الأولى التي ستتلقاها تونس 93600 جرعة من تلقيح ‘فايزر’ عن طريق مبادرة'”كوفاكس’، والتي ستمكن من تلقيح 46800 شخص من مهنيي الصحة، إضافة إلى 100 ألف جرعة عن طريق شراء خاص من مخابر ‘فايزر’، وما بين 200 و150 ألف جرعة من تلقيح ‘إسترازينيكا’.
ويمكن للراغبين في للانتفاع بالتلقيح التسجيل عن بعد من خلال استعمال الموقع الإلكتروني evax ومن خلال ادخال رمز الهاتف #2021*، كما تمّ تعديل تطبيقة الإرسالية القصيرة sms، على الرقم 85355، وبعث كلمة evax لتتم عملية تسجيله في المنظومة.
هذا وقد بلغ عدد المسجلين في المنظومة إلى حدود اليوم الاثنين 1 مارس 2021، 499377 تونسيا، ( إلى حدود الساعة الرابعة بعد الظهر) وفق آخر الإحصائيات الموجودة في بوابة التسجيل لحملة اللقاح ضد كوفيد 19.
وأكد عضو لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19 ومدير معهد باستور الهاشمي الوزير في تصريح لـ”jdd”، اليوم الاثنين 1 مارس 2021، أن لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلاقيح استوفت جميع الشروط والتقييمات والقوانين الجديدة التي تم سنّها مؤخرا، بخصوص كوفيد 19، على غرار التعويضات، والمسؤولية الطبية، لاستقبال أولى جرعات التلقيح، موضحا أن اللجنة في تمام الجاهزية، قائلا “متى وصل اللقاح إلى تونس فإن عملية تطعيم التونسيين به من المسجلين في المنصة التابعة لوزارة الصّحة, ستنطلق فورا”.
كما أضاف أن هدف لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلاقيح هو تلقيح المواطنين التونسيين عن طريق وزارة الصّحة، كما أنها في تفاعل مع عديد الأطراف لاقتناء عدة تلاقيح، مضادة لفيروس كورونا.
الفئات المستفيدة من التلقيح
ومن بين الفئات ذات الأولوية للتمتع بالتلاقيح، هم العاملون في قطاع الصّحة، وفي القطاعات الحيوية، وأيضا المسنون، وممن يعانون من أمراض مزمنة, ومن تجاوزت أعمارهم الـ 75 عاما.
وفي انتظار وصول التلاقيح إلى تونس تشدد اللجنة العلمية على ضرورة التقيّد بالبروتوكولات الصّحية والمواظبة على ارتداء الكمامة الواقية، واستعمال الجال المطهر وضرورة الالتزام بالتباعد الجسدي وتجنب الأماكن المكتظة.
مؤسسة رئاسة الجمهورية تتلقى لقاح كورونا
وللإشارة فقد أكدت رئاسة الجمهورية أنها تلقت 500 تلقيح مضاد لفيروس كورونا بمبادرة من دولة الإمارات، موضحة أن رئيس الدولة قيس سعيد لم يتلق التلقيح، وأمر بتسليم تلك الجرعات إلى الإدارة العامة للصّحة العسكرية، فيما ردت رئاسة الحكومة، ببلاغ حول الموضوع، نافية علمها بالتلاقيح، حيث أمر رئيس الحكومة هشام المشيشي بفتح تحقيق حول كيفية دخول تلك التلاقيح إلى البلاد.
لقاح كورونا لتونس هبة من الصين
من جهتها أعربت جمهورية الصين الشعبية عن استعدادها لتوفير جزء من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لفائدة تونس في شكل هبة، وفق ما أكده السفير الصيني’Zhang Jianguo’ حيث أكد أن بلاده مستعدة لتقديم مائة ألف جرعة تلقيح ضد فيروس كوفيد 19 بمجرد توفير آليات نقل اللقاح في الأيام القليلة القادمة، وفق ما ذكرته رئاسة الجمهورية في بلاغ لها يوم الخميس 25 فيفري 2021,
ووفق آخر تصريحات وزير الصحة فوزي المهدي، فإن الجرعات الأولى من لقاحات فيروس كورونا ستصل تونس خلال شهر مارس الحالي، والتي كان من المفروض وصولها منذ الشهر الماضي، علما وأن عملية التأخير كانت بسبب التثبت من الجودة والسلامة والنجاعة، وفق مدير معهد باستور الهاشمي الوزير، في تصريحات إعلامية سابقة، خاصة وأن مختلف بلدان العالم تستعد لتطعيم مواطنيها بالجرعات الثانية والثالثة من اللقاح.
اللقاحات المعتمدة من الصّحة العالمية
تسابقت عديد الدول في العالم لإنتاج لقاح مضاد للفيروس المستجد كورونا، فيما حصل لقاح بيونتيك- فايزر على الموافقة من منظمة الصّحة العالمية باعتباره الأكثر نجاعة ضد الفيروس التاجي، حيث يتطلب أخذ حقنتين من اللقاح يفصل بينهما 21 يومًا، كما يمكن إعطاء الجرعة الثانية بعد مدة تصل إلى ستة أسابيع بعد الجرعة الأولى، إذا تطلب الأمر ذلك.
هذا وقدمت تونس طلبات للحصول على اللقاح الروسي فايزر، والذي بدأت أغلب دول العالم في استعماله لتطعيم شعوبها.
وتوصلت دراسة بريطانية إلى نتائج رائعة بشأن “لقاح فايزر”، وأشارت أنه إلى جانب توفيره للحماية بنسبة 75 بالمائة من فيروس كورونا فإنه يمنع العدوى أيضاً.
كما أضافت الدراسة التي نشرتها صحيفة ‘الاندبندنت’ البريطانية أن جرعة واحدة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي تنتجه شركة ‘فايزر الأمريكية’ بالتعاون مع بيونتيك تقلل من عدد الإصابات غير المصحوبة بأعراض بل ويمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر انتقال العدوى.
وإلى جانب لقاح فايزر، يوجد لقاح موديرنا، هو الآخر الذي يعتبر فعالا وذو نجاعة لحماية الجسم من التعرض مجددا للفيروس المستجد كوفيد 19، كما يمكنهما حماية الشخص من الإصابة بالسلالات المتحولة والمتطورة من الفيروس، والتي ظهرت أول مرة في بريطانيا, ثم انتشرت في باقي الدول العالمية.
كم تدوم الحماية من الفيروس؟
من المحتمل أن تستمر المناعة التي يوفرها لقاح كوفيد 19، لمدة سنة أو أكثر، وفق آراء عديد الخبراء في مجال الصحة العالمية.
ولئن شرعت عديد الدول في العالم في تطعيم شعبها باللقاح المضاد للفيروس التاجي المستجد، إلاّ أن الحدود ما زالت مغلقة تحسبا لانتشار عدوى الفيروس، خاصة في ظل ظهور سلالات جديدة أجمع العلماء والباحثون في المجال الصّحي على أنها الأكثر سرعة من حيث الانتشار.
وليست تونس بمعزل عن العالم، فقد كانت سباقة في مكافحة الوباء خلال الموجة الأولى وسارعت بفتح حدودها بتاريخ 27 جوان 2020، مما جعلها عرضة لتفشي الفيروس بنسق متسارع، واضطرها لإقرار إجراءات وقائية أخرى من قبيل منع التنقل بين المدن ورفع الكراسي من المقاهي والمطاعم، وتعليق جميع الأنشطة الثقافية وأيضا إقرار حظر جولان بداية من الساعة الثامنة مساء وإلى حدود الساعة الخامسة صباحا، وهي إجراءات سارية المفعول إلى حين 7 مارس الجاري، في انتظار تقييمات اللجنة العلمية بوزارة الصحة، للوضع الوبائي في البلاد ،وإقرار رفعه أو التمديد فيه، في انتظار وصول أولى جرعات التلقيح، الذي يعتبر المنقذ الوحيد للبشرية من هذا الوباء القاتل.