وصل الرئيس التونسي قيس سعيد إلى مطار معيتيقة الدولي صباح اليوم الأربعاء 17 مارس 2021، وكان رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ونائبيه موسى الكوني وعبدالله اللافي في استقباله.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ 2012، وهي تهدف الى دعم المسار الديمقراطي في ليبيا وربط جسور التواصل وترسيخ سنة التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين.
مراسم استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد بمطار معيتيقة بطرابلسمراسم استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد بمطار معيتيقة بطرابلس
Publiée par Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية sur Mercredi 17 mars 2021
توقيت الزيارة
يأتي الإعلان عن هذه الزيارة بعد أداء رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد دبيبة اليمين الدستورية أمام مجلس النواب يوم الاثنين 15 مارس 2021، في مدينة طبرق شرقي البلاد، وذلك بعد أيام على منحها الثقة من المجلس ذاته.
وقد طالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب بتهيئة المناخ للانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل، كما دعا إلى تقوية ما سماها نواة لمصالحة مجتمعية.
واستضافت تونس نهاية 2020 مندوبين ليبين اجتمعوا برعاية الأمم المتحدة في إطار ملتقى الحوار السياسي الذي أفضى إلى تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، على أن الحكومة الجديدة “مكلفة بتهيئة المناخ المناسب لانتخابات نهاية العام”.
وبدوره، قال رئيس البرلمان الليبي، إنه ينبغي على الحكومة “خدمة الوطن وتحسين ظروف عيش المواطن الليبي”، معتبرا أن “بناء مؤسسات الدولة الليبية يمثل المرحلة الأهم”.
زيارة سعيّد إلى ليبيا ستفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين
وصف وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي الزيارة الرسميّة التي بدأها رئيس الجمهورية قيس سعيّد اليوم، إلى دولة ليبيا الشقيقة بـ”الهامّة”، مؤكّدا أنها “تعبير صادق على مدى مساندة تونس لجارتها ليبيا” .
وأضاف الجرندي في تصريح إعلامي بقصر الضيافة “أبو ستّه” بالعاصمة الليبيّة طرابلس حيث جرت محادثات موسّعة بين المسؤولين في البلدين أنّ هذه الزيارة الأولى “سوف تفتح صفحة جديدة وتكون مؤشّرا لعلاقات مبنيّة على التعاون والتضامن والتواصل بين مختلف المؤسسات في البلدين” .
العلاقات التونسية الليبية
شدد بيان رئاسة الجمهورية، على أن هذه الزيارة تمثل مناسبة لإرساء رؤى وتصورات جديدة تعزّز مسار التعاون المتميز القائم بين تونس وليبيا وتؤسس لتضامن شامل يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الشقيقين في الاستقرار والنماء.
وتشكل ليبيا شريكا تجاريا مميزا لتونس، إذ كانت قبل العام 2011 تستوعب الجزء الأكبر من إنتاج الصناعات الغذائية التونسية ومواد البناء، إضافة إلى أن عدد العاملين التونسيين في ليبيا يعد بآلاف، إلا أن الإغلاق المتكرر للحدود عطل هذه المبادلات.
وقد سبق أن صرح سفير الاتحاد الأوروبي بتونس، “ماركوس كورنارو” أن إعادة إعمار ليبيا تمثل فرصة اقتصادية مهمّة لتونس.
وأكد السفير الأوروبي أنه إذا لم تستغل تونس الفرصة وتقوم بتنشط موانئها باتجاه طرابلس سيأتي غيرها ليفتك منها الفرص والمشاريع.
ووفق المجلس الأعلى لرجال الأعمال التونسيين الليبيين، تونس أمام فرصة تاريخية لرفع صادراتها والفوز بعقود إعادة الإعمار في ليبيا.
وفي مقال نشره المجلس يوم 15 فيفري 2021، فإن أكثر من 6000 باعث عقاري سيستفيدون من عقود إعادة الإعمار في ليبيا.
الخارجية تستغرب بشدة ‘المحاولات اليائسة للتشويش على الروابط الأخوية بين تونس وليبيا’
وتأكيدا على أهمية العلاقة الأخوية بين الشقيقتين تونس وليبيا، عبرت وزارة الشؤون الخارجية عن استغرابها الشديد من تكرر المحاولات اليائسة للتشويش على الروابط الأخوية الصادقة التي تجمع الشعبين التونسي والليبي، وذلك على خلفية ما تم تداوله ”من تصريحات غير مسؤولة” حول العلاقات التونسية الليبية ”صادرة عمن لا صفة له ولا يمثل إلا نفسه ولا يلزم الدولة التونسية في شيء”، وفق نص البيان الصادر يوم السبت 13 مارس 2021.
توضيحات الخارجية التونسية مردها تصريحات للناطق الرسمي السابق باسم وزارة الداخلية والعميد المتقاعد هشام المدب، الذي علّق أنه على تونس غلق الحدود مع ليبيا في صورة عدم حصولها على مشاريع اقتصادية مثل مصر وتركيا.
جدير بالذكر أن في جانفي 2012 توجه الرئيس التونسي حينها المنصف المرزوقي إلى طرابلس في أول زيارة رسمية له إلى الخارج.
لتشهد ليبيا بعد ذلك فترات من العنف والانقسامات، فيما كان مسؤولون ليبيون يأتون بانتظام إلى تونس للمشاركة خصوصا في مفاوضات.