تسلمت تونس، وبعد طول انتظار، الدفعة الأولى من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19 والمتمثلة في 30 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك v الروسي.

ارتفاع حالات الإصابة

وقد أعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها يوم 9 مارس 2021 عن تسجيل 2182 حالة شفاء جديدة من الفيروس، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس منذ بداية الوباء، إلى 205175 حالة شفاء من بين 238613 إصابة بالفيروس.

ولكن رغم ارتفاع حالات الشفاء، ما زال الفيروس ينتشر في مختلف جهات البلاد، حيث تم تسجيل، 614 إصابة جديدة بكورونا، فيما بلغت حصيلة الوفيات 8268 حالة، وفق نفس إحصائيات وزارة الصّحة.

وجدير بالذكر أن معتمدية سبيطلة من ولاية القصرين تعرف انتشارا للسلالة البريطانية المتحورة من فيروس كورونا.

رقم ضعيف مقارنة بعدد السكان

بلغة الأرقام، بلغ عدد المسجلين، في المنصة الإلكترونية المخصّصة لتلقي لقاح كوفيد 19، أكثر من 500 ألف تونسي، وهو رقم بسيط مقارنة بعدد سكان البلاد التي تعد 11,721,177 نسمة، وفقاً للتقديرات الرسمية والبيانات الإحصائية الدولية لسنة 2020.

وأكد وزير الصّحة  فوزي المهدي  أنه سيتم الانطلاق يوم الأربعاء 10 مارس 2021، في إبلاغ المسجلين لتلقي التلقيح ضد كورونا بإرسال رسائل قصيرة لدعوتهم لتلقي التلقيح مؤكدا جاهزية مراكز التلاقيح والإطارات التي ستقوم بالعملية.

كما كشف أن المنظومة الصحية الوطنية جاهزة للانطلاق فورا في تنفيذ المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح لفائدة إطارات الصحة العاملين بالخط الأول وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والقوات الحاملة للسلاح والعاملين بكافة القطاعات الحيوية.

وأشار إلى أن هذه الشحنة من اللقاحات ستليها خلال الأيام القليلة القادمة دفعات جديدة من تلقيح فايزر وشحنات هامة من اللقاح الصيني ومن اللقاحات المدعومة من آلية كوفاكس بما يمكّن من تلقيح 50% من الشعب التونسي مضيفا أن عملية التلقيح تنطلق نهاية الأسبوع بكامل مناطق الجمهورية.

موعد انطلاق عمليات التلقيح

تنطلق عمليات التلقيح ضد كوفيد 19، يوم السبت المقبل، 13 مارس الجاري في مختلف الولايات، حيث سيتم إعلام المسجلين بالمنصة الإلكترونية لوزارة الصحة عبر رسائل قصيرة، ودعوتهم لتلقي التلقيح.

وتعمل وزارة الصحة على حث المواطنين على التسجيل في حملة التلقيح، مؤكدة أن اللقاح الذي تلقت تونس أولى دفعاته، آمن وتصل فعاليته لـ 95%، وهو يمثل اليوم أحسن طريقة لمقاومة فيروس كورونا، وعودة الحياة إلى نسقها الطبيعي قبل الجائحة.

وللتسجيل في منصة التلقيح ذكرت وزارة الصحة بالطريقة المعتمدة والمتمثلة في الدخول على www.evax.tn، أو طلب الرقم الأخضر 80.10.20.21، أو بعث ارسالية SMS فيها evax على 85.355، أو الضغط على #2021*.

رأي شركات سبر الأراء

نظمت مؤسسة”إمرود كونسلتينغ'” بالشراكة وبالتعاون مع وزارة الصحة العمومية أول استطلاع علمي لآراء التونسيين بخصوص موافقتهم من عدمها على تلقي لقاح فيروس كورونا قبل تقديم نتائجه في لقاء إعلامي يوم 5 فيفري 2021.

وانطلق الاستبيان من ضعف الاقبال على التسجيل بالمنظومة الرقمية للراغبين في تلقي جرعة اللقاح، حيث علق نبيل بالعم الرئيس المدير العام لـ”امرود كونسلتينغ”‘ لاستطلاعات الرأي في تصريح لراديو “إي أف أم'” بأن  مؤسسته قامت في الفترة الأخيرة باستطلاع آراء للتونسيين، شمل 1720 تونسيا تم توزيعهم على عينتين الأولى تمثيلية وتضم 1020 تونسيا وتمثل كل شرائح المجتمع (العمر ، الجنس، المستوى التعليمي).

وأوضح أن العينة الثانية شملت التونسيين الأكثر عرضة للعدوى بالكوفيد 19، وضمت 700 تونسيا مقسمة لمجموعتين، المجموعة الأولى بها أعوان الصحة  والمجموعة الثانية بها أصحاب المهن والحرف الأكثر احتكاكا بالمواطنين على غرار العاملين بالشبابيك في البلديات والبنوك ومكاتب البريد وسائقي التاكسيات واللواجات.

وكشف المتحدث أن نتائج الاستبيان أفضت إلى أن 41 بالمائة من التونسيين أعربوا عن استعدادهم  للقيام بالتلقيح ضد الكورونا وهذه الفئة أغلبها من الكهول والمسنين، مقابل عزوف كبير من الشباب، فيما أعرب 44 بالمائة من المستجوبين عن رفضهم  تلقي التلقيح وتحفّظ 15 بالمائة عن الكشف عن موقفهم.

العزوف يبعث برسائل مشفرة

وعن أسباب هذا العزوف أكد الأستاذ في علم الاجتماع سامي نصر في تصريح لـ”JDD”، أن العزوف لا يمكن قراءته كظاهرة سلبية، بقدر ما هو رسائل مشفرة من التونسيين، وهو مؤشر على مشاكل اجتماعية أخرى.

وتتلخص هذه المشاكل وفق الأستاذ سامي نصر، في أزمة الثقة، في كل ما هو رسمي، وفي الدولة، بمختلف أشكالها، مضيفا أن تونس تعاني من الأزمة الاتصالية والتي اعتبر محدثنا أنها قادرة على محاربة هذا العزوف.

ولاحظ أن الحملات التحسيسية تقوم بدور سلبي، خاصة وأن الجهات المسؤولة عنها لم تقم بها على أكمل وجه لتشجيع التونسيين على التلقيح.

وقال نصر أن التونسي يتأثر بعامل التقليد، فمثلا مشاهدة رئيس الجمهورية أو عديد المسؤولين بصدد تلقي اللقاح، يعطي صورة إيجابية، ويكون حافزا ومشجعا للتونسي للإقبال على عملية التلقيح، حسب وجهة نظره.

كما أفاد المتحدث أن المشاهير لهم دور كبير في التأثير في الرأي العام، ويمكن اتباع هذه الطريقة لحث التونسيين على تلقي اللقاح، وهو ما يندرج في إطار “سوسيولوجيا الجمهور”، قائلا إن الأطباء “أكبر كارثة اتصالية في تونس” باعتبارهم، يبعثون في رسائل سلبية للتونسيين حول فيروس كورونا، ويقدمون تصريحات متناقضة ومتضاربة، لخلق “البوز”، وهو ما خلق نوعا من الريبة لدى التونسي، حسب رأيه.

استاذ علم الاجتماع سامي نصر

من جهته قال رئيس لجنة التلقيح وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا هاشمي الوزير، في تصريحات إعلامية سابقة إن كلّ التونسيين معنيون بالتلقيح وفق الأولويات التي تمّ تحديدها من قبل اللجنة الوطنية للقاحات، التي أعطت الأولوية للمتقدّمين في السن وحاملي الأمراض المزمنة والخطيرة في المرحلة الأولى، غير أنّه سيتم استثناء النساء الحوامل والأطفال إلى حين تقدّم الدراسات العلمية المتعلّقة بعدم تأثير اللقاحات على هاتين الفئتين.