انتشرت في السنوات الأخيرة دعوات منددة بظاهرة قتل الكلاب باستعمال الرصاص في عدد من شوارع البلاد التونسية من قبل أعوان الشرطة البلدية،
حيث رفض عدد كبير من مستخدمي الإنترنت هذه الممارسات رافعين شكوى لدى بلدية تونس مستعرضين صورا ومقاطع فيديو تظهر أعوان الشرطة البلدية يقتلون الحيوانات بالرصاص.
من قتل الكلاب إلى تعقيمها وتلقيحها
في ذات الإطار أفاد مدير حفظ الصحة وحماية المحيط ببلدية تونس، عمر النيفر ، لـ”JDD” بأن البلدية تقوم منذ سنة 2017، بتعقيم الكلاب السائبة وتلقيحها بمركز خاص بالتعقيم لحماية المارة وليس قتلها بالرصاص، كما يقع تداوله وفق قوله.
ودعا النيفر بلديات أخرى لتنسج على منوالها ، مؤكدا ضرورة تدخل نشطاء من المجتمع المدني لمساعدة البلديات في عملية التعقيم والتلقيح.
في المقابل أعلنت عدة بلديات في تونس، في نوفمبر الماضي إطلاق حملة لقتل الكلاب السائبة تمتد على مدى أسبوعين وذلك للحد من انتشار هذه الحيوانات في الفضاء الحضري بالإضافة إلى التخلص من الحيوانات الحاملة لداء الكلَب، ما أثار استنكار عدد من نشطاء المجتمع المدني والمواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما شهدت جزيرة جربة في شهر جويلية الماضي قتل أكثر من 20 كلبا في ملجأ للحيوانات، من قبل شبان من المنطقة، ما أثار استياء “واسعا” من قبل عدد كبير من المدافعين عن حقوق الحيوان في تونس، وفقا لوسائل الإعلام.
وتبرر البلديات عملية قنص الكلاب بارتفاع نسبة الأشخاص الذين تعرضوا للعض بنسبة 7 بالمائة، وفق إحصائيات معهد باستور بتونس.
وفي سياق متصل توفي أمس 18 مارس 2021 طفل يبلغ من العمر 13 سنة، أصيل منطقة أم الاقصاب الحدودية من معتمدية سيدي بوبكر بعد تعرضه لعضة كلب.
احتجاجات ودعوات مناهضة لعملية قتل الكلاب
هذا ونظم عشرات التونسيين المدافعين عن حقوق الحيوانات وقفة احتجاجية في العاصمة للتنديد بالانتهاكات التي تتعرض لها الحيوانات في البلاد، معتبرين أن قتل الكلاب يندرج ضمن العمل الإرهابي، فيما أطلق مستخدمو الإنترنت حملة رقمية يدعون فيها إلى تجريم الاعتداء على الحيوانات معتبرين ذلك تصرفا “وحشيا”.
أجانب يندّدون بقتل الكلاب في تونس
وللتذكير فقد لقي قتل ”كانيش” على يد الشرطة البلدية بنابل خلال حملة للقضاء على الكلاب السائبة موجة تعاطف امتدت إلى عدد من البلدان الأخرى وخاصة منها الأروبية حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الإنترنت صور لأشخاص من فرنسا وبريطانيا والدنمارك رافعين لافتات كتب عليها ”أوقفوا قتل الكلاب في تونس” باللغتين الفرنسية والإنقليزية.
تنديد باستعمال الرصاص ضد الكلاب السائبة
هذا ونفذ عدد من مكوّنات المجتمع المدني عن جمعية الرفق بالحيوان وبياطرة وأجانب مقيمين بجزيرة جربة، وقفة احتجاجية أمام بلدية حومة السوق في ولاية مدنين وذلك تنديدا بعملية قتل الكلاب السائبة بالرصاص من قبل بلديات الجزيرة، داعين إلى اعتماد استراتيجية أكثر إنسانية للحد من الظاهرة.
وتجدر الإشارة الى أن مديرة المحيط بوزارة الشؤون المحلية، سميرة العبيدي، قد أفادت في جوان 2016، أن الوزارة بصدد التباحث مع بعض البلديات حول الحلول البديلة التي سيقع تجسيمها قريبا، للحد من حملة قنص الكلاب في الشوارع على غرار التعقيم والتلقيح وتخصيص مراكز لإيواء هذه الكلاب.