أثبتت النتائج النهائية التي تم رفعها مؤخرا لـ 4 أشخاص مصابين بفيروس كورونا أصيلي منطقة الرحيّات بمعتمدية سبيطلة من ولاية القصرين، إصابة عدد من الأشخاص بالسلالة البريطانية المعروفة بـ”طفرة لندن”.
وبلغ عدد المصابين بكورونا في الرحيات، 85 شخصا، ومن المرجح أن يكونوا جميعهم مصابين بالطفرة المتحورة سريعة العدوى، حيث أثبتت القراءة الأولية للتقصي الجيني في مدينة سبيطلة وجود “طفرة لندن” من فيروس كورونا بالجهة.
من جهته دعا والي القصرين عادل المبروك في بلاغ أصدره للعاملين في القطاع التربوي والتلاميذ بمعتمدية سبيطلة، باستثناء منطقة الرحيات، إلى مواصلة العمل والدراسة وفق السير العادي للدروس، مشيرا إلى أن قرار تعليق الدروس هو من مشمولات وزارة التربية بالتنسيق مع اللجان العلمية واللجان الجهوية لمجابهة كورونا.
وأصدرت وزارة التربية بلاغا مماثلا، دعت من خلاله منظوريها وتلاميذ معتمدية سبيطلة إلى الالتحاق بمؤسساتهم التربوية بعد أن أعلنت عدد من نقابات التربية وبلديتي سبيطلة والشرائع/مزرق الشمس، تعليق الدروس بسبيطلة، بعد انتشار الطفرة المتحورة لفيروس كورونا في الجهة.
الوضع غير مطمئن
قررت نقابة التعليم الثانوي ونقابة التعليم الأساسي تعليق الدروس بكامل المؤسسات التربوية بسبيطلة بداية من اليوم الإثنين 8 مارس وإلى غاية يوم السبت 13 مارس 2021، وفق بلاغ لها.
وأكد عضو النقابة الأساسية للتعليم بسبيطلة عاشور عبد اللاوي في تصريح لـ”JDD” اليوم الاثنين 8 مارس 2021، عدم تشريك نقابات التعليم بالجهة، مؤكدا أنهم ليسوا ضد استئناف الدروس، ولكن مع حماية المربين والتلاميذ من خطر الإصابة بالسلالة الجديدة، واصفا الوضع الوبائي في سبيطلة بالخطير، خاصة في ظل وجود بؤرتين للفيروس، منها الرحيات التي سجلت 101 حالة إيجابية، بالسلالة الجديدة.
كما اعتبر عبد اللاوي أن قرار اللجنة العلمية لم يراع عديد الاعتبارات منها تنقل بعض المربين من وإلى سبيطلة، خاصة وأنه تم يوم أمس الأحد رفع 24 عينة، لعدد من الأشخاص في منطقة تبعد 14 كيلومترا على معتمدية سبيطلة، تسمى “فيض المثنان” و”الحمّار”، وتأكدت إصابة 14 شخصا بالفيروس، إضافة إلى إصابة عدد من التلاميذ في إحدى المدارس الإعدادية بالجهة.
وجاء هذا القرار إثر جلسة عمل مشتركة بقصر بلدية سبيطلة ضمت كلا من رئيس المجلس البلدي بسبيطلة ورئيس المجلس البلدي الشرايع مشرق الشمس وممثلين عن الاتحاد المحلي للشغل بسبيطلة وممثلين عن المجتمع المدني والنقابي إضافة إلى ممثلين عن التعليم الأساسي والثانوي بسبيطلة.
وتم تدارس الوضع الوبائي الذي تعيشه معتمدية سبيطلة في ظل غياب تام للبروتوكول الصّحي، وتقرر إيقاف الدروس بكل المدارس الراجعة لها بالنظر لمدة أسبوع، باعتبار أن الوضع غير مطمئن.
ولمراقبة مدى التزام المتساكنين بمقتضيات البرتوكول الصحي والتدابير الوقائية المتخذة من قبل اللجنة الجهوية لمجابهة فيروس”كورونا” لفائدة سبيطلة، تحوّل فريق دعم وإسناد تكتيكي تابع للوحدة المختصة للحماية المدنية مجهّز بطائرتين دون طيار “درون” إلى معتمدية سبيطلة من ولاية القصرين لتنفيذ عمليات مراقبة جوية لكامل معتمدية سبيطلة وضواحيها ومنطقة “الرحيّات”.
من جهتها قامت الوحدات التابعة لمنطقة الأمن الوطني بسبيطلة في إطار سعيها لمراقبة مدى تطبيق إجراءات منع الجولان بالمدينة، من الساعة الرابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا، بضبط 52 شخصا لا يرتدون الكمامة وتحرير 4 محاضر لمحلات تجارية وسحب 45 رخصة سياقة وبطاقة رمادية، بسبب عدم الالتزام بقرار منع الجولان.
وضع وبائي متطور وتونس تنتظر اللقاح
وسط ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في تونس وتفشي السلالة الجديدة المتحورة في عدة جهات من سبيطلة، ما زالت تونس تنتظر اللقاح الذي من المقرر وصوله خال شهر مارس الجاري، ولكن دون تحديد موعد نهائي لدخوله إلى البلاد، علما وأن رئيس لجنة قيادة الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد-19 ومدير معهد باستور الهاشمي الوزير كان قد صرح سابقا لموقع “JDD”، أن تونس جاهزة لتطعيم شعبها متى وصل اللقاح إليها، خاصة وأن أغلب دول العالم وصلتها الدفعات الأولى من الترياق وانطلقت في عملية التلقيح، من بينها المغرب التي وصلتها الجرعة الرابعة من اللقاح فيما لا تزال تونس تنتظر الدفعة الأولى منه.
وقالت الدكتورة جليلة بن خليل عضو اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا تعليقا على الإجراءات الجديدة المعتمدة أن أعضاء اللجنة تمنوا المحافظة على الإجراءات ذاتها في مكافحة كورونا والإبقاء على الإجراءات المعتمدة منذ أشهر.
وقد أعلنت وزارة الصحة في بلاغ لها يوم، الأحد 7 مارس 2021، تسجيل 676 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ و34 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة المنقضية.
وارتفع إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 237704 إصابة منذ بداية الجائحة و8201 حالة وفاة.
أعراض السلالة البريطانية المتحورة
توصّل مسح بريطاني جديد إلى 4 أعراض هي الأكثر شيوعا مع السلالة البريطانية المتحورة الجديدة من فيروس كورونا المستجد وهي
السعال والتهاب الحلق والتعب وألم العضلات، كما كشف المسح أن فقدان حاستي التذوق والشم أقل شيوعا بكثير في المصابين بالسلالة الجديدة من غيرهم.
ورغم اكتشاف السلالة البريطانية لفيروس كورونا في تونس، يوم 2 مارس 2021، المعروفة بسرعة انتشارها بشهادات الخبراء والمختصين على المستوى الوطني والعالمي، إلا أن الحكومة اختارت التخفيف في إجراءات مجابهة الفيروس في البلاد، وأمام التناقض بين الواقع والقرارات المتخذة، يبقى السؤال المطروح هل سيكون اللقاح المرتقب ناجعا وفعالا لعلاج السلالة الجديدة؟