حظيت المرأة التونسية ومنذ الاستقلال بعديد الحقوق التي تجعلها قادرة على المضي قدما نحو النجاح والتألق على الصعيد العالمي فلم تكتسح مجالات الأعمال وتنافس الرجل وتتفوق عليه فحسب، بل تمكنت من أن تكون سباقة في عديد المناسبات عربيا أو أفريقيا، نجاحات ترفع لها راية البلاد التونسية فخرا واعتزازا.

أول رائدة فضاء عربية

في هذا الإطار ولأول مرة في تاريخ تونس امرأة تونسية قد تكون أول رائدة فضاء على المستوى العربي والأفريقي بعد تجاوب وكالة الفضاء الروسية مع مقترح تونس المتمثل في إرسال أول عربية ــ أفريقية في رحلة إلى الفضاء الخارجي التي من المفترض أن تحط على محطة ISS الدولية، وفق ما أفاد به المدير العام لمؤسسة الهندسة والفضاء التونسية “تلنات”، محمد فريخة. 

حادثة أسالت الكثير من الحبر خصوصا مع تزامن ذلك مع إطلاق أول قمر صناعي عربي مصنع بإمكانيات محلية تونسية بنسبة 100 بالمئة “تحدي واحد” ، الذي أشرف على صناعته عدد من المهندسين التونسيين في شركة تونسية خاصة، وهي “تالنات” المختصة في التكنولوجيا والبرمجيات والنظم الإلكترونية والأنشطة الهندسية.

أول تونسية تساهم في برنامج القمر الصناعي

نجاحات المرأة التونسية ما زالت متواصلة ومستمرة حيث نجحت كفاءة أخرى وانضافت إلى رصيد البلاد التونسية وهي المهندسة، سيرين وناني، التي تعتبر أول امرأة تونسية تساهم في برنامج القمر الصناعي “تحدي واحد” الذي يعتبر الأول على المستوى العربي.

وقالت المهندسة، سيرين وناني، في تصريح للتلفزة الوطنية إن الكفاءات التي ساهمت في مشروع القمر الصناعي هي كفاءات تونسية 100 بالمئة، مؤكدة أن تونس تملك من القدرات والكفاءات ما يجعلها تصل إلى ”تحدي2” و”تحدي3”، وفق تعبيرها.

أول عربية تقود الطائرة

في سياق متصل أفاد رئيس الجامعة التونسية لطياري الخط، كريم اللومي، في تصريح لـ “JDD” بأن أول إمرأة تونسية وعربية تقود الطائرة هي علياء المنشاري، لتصبح فيما بعد أول قائدة ومراقبة طيارين ومدربة على طائرة Airbus-330.

وأضاف اللومي أن قائدة الطائرة علياء المنشاري كانت من النساء اللواتي استطعن التوفيق بين واحدة من أصعب المهن في العالم وحياتهم الخاصة، فصارت مثالا يحتذي به في كافة المهن، مشيرا إلى أنها تقاعدت بعد مسيرة دامت حوالي 30 سنة، وفق تعبيره.

وبين اللومي أن حوالي 15 بالمئة من الطيارين في تونس هم من النساء وأن أكثر من النصف هم من الرجال ما يجعلها في منافسة مباشرة ومستمرة في جميع المجالات.

أول مهندسة صيانة طائرات في تونس

وفي الإطار ذاته اكتسحت التونسية، نادية الكُنزالي، عالم صيانة الطائرات، لتكون أول مهندسة صيانة طائرات في تونس، وإحدى النساء اللاتي اخترن هذا الاختصاص في الوطن العربي والعالم.
وأكدت نادية الكنزالي في تصريح لموقع  سبوتنيك، أنها اختارت هذا المجال بحثا عن التفرد وللخروج عن المألوف، مضيفة أنها تنظر إلى عملها كهواية وليس فقط  كمهنة وهو أحد عوامل نجاحها، مؤكدة أنها المرأة التونسية الوحيدة التي تمكنت من اللحاق باختصاص مهندسي صيانة الطائرات، على حد قولها.

أول طبيبة تونسية في أفريقيا

كذلك في مجال الطب كانت المرأة التونسية سباقة على مستوى المنطقة، لتجلب الفخر لبلادها حيث كانت توحيدة بالشيخ أول طبيبة في تونس وأفريقيا وهي من خريجي كلية الطب بباريس سنة 1936، كما اشتغلت مديرة مجلّة ( ليلى ) وهي أول مجلة نسائية تونسية سنة 1937 ومديرة قسم التوليد وطبّ الرضيع في مستشفى شارل نيكول 1955/1964 ورئيسة قسم التوليد وطبّ الرضّع في مستشفى عزيزة عثمانة 1964/1977 ونائب رئيس الهلال الأحمر التونسي.

أول عربية تبلغ الدور الرابع في بطولة رولان غاروس

من العلوم إلى الرياضة حيث أصبحت لاعبة كرة المضرب التونسية، أنس جابر، أول عربية تبلغ الدور الرابع في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس بعد أن هزمت المصنفة الثامنة أرينا سبالينكا.

كما وقع تسمية البطلة الأولمبية والعالمية، حبيبة الغريبي، سفيرة للرياضة التونسية من خلال توقيع بروتوكول بمقر وزارة شؤون الشباب الرياضية وذلك في جويلية 2020.

مجالات كثيرة ومناسبات عدة كانت فيها المرأة التونسية سباقة عربيا وأفريقيا لترفع بنجاحها راية البلاد التونسية وتكون فخرا للوطن العربي ومثالا يقتدى به.

لكن رغم تفوق المرأة وتميزها في الجامعة وفي عديد الوظائف العليا والمهن النبيلة، فإنها ظلت بعيدة عن مواقع صنع القرار سواء في الأحزاب السياسية أو المناصب الحكومية وحتى في المنظمات الاجتماعية، وهو حيف لم تستطع التشريعات الأخيرة وترسانة الحوافز أن تتداركه إلى الآن.

سنية خميسي