أثارت حادثة “تشويه وتخريب” ساحة ابن خلدون اليوم السّبت 6 مارس 2021، حفيظة عدد من التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي والذين اعتبروا الحادثة تخريبا ممنهجا من قبل المحتجين الذين خرجوا اليوم في مسيرة بعنوان “أطلقوا سراح تونس”.
جدير بالذكر، أنّه تمّ الأربعاء الماضي تدشين ساحة ابن خلدون بالعاصمة، والتي تمت إعادة تهيئتها من قبل بلدية تونس بالتعاون مع ولاية تونس ووزارة السياحة.
أيّ دلالات لهذه الحادثة؟ وكيف تصبح الكتابة على الجدران طريقة احتجاجية؟
الاحتجاج النّاقم
وأكّد الباحث في علم الاجتماع محمد الجويلي أن الاحتجاجات المطلبية في مختلف أنحاء العالم تكون عادة مرفوقة بأعمال عنف، مشيرا إلى أن ما يحصل في تونس يمكن تقسيمه إلى مستويين منها الاحتجاج السلمي والاحتجاج الناقم.
وأضاف الجويلي أنّه من الناحية السّوسيولوجية لا يمكن تفسير ظاهرة تكسير المنشآت العمومية والمراكز السّيادية التي تتجدد مع كلّ احتجاجات إلى جانب الكتابة على الجدران واستعمال الطلاء، الظاهرة التي بدأت تبرز مؤخرا، إلا بوجود إحباط لدى شباب ناقم على الدولة التي لم تتكمّن من استيعاب مطالبه لذلك يسعى لضرب ما يمثّلها كلما سنحت له الفرصة.
وقال إنّ كلفة تهيئة ساحة ابن خلدون تعتبر خيالية بالنسبة للشباب المعطّل والمهمّش الذي لا يرى مثل هذه المشاريع في أحيائه الشعبية ومحيطه لذلك يعبّر عن شعوره بمثل هذه الطريقة.
ماهو الغرافيتي؟
يعرّفه رسام الغرافيتي Graffiti، هادي .ب ، بأنه رسومات غير مرغوب فيها أو بدون إذن صاحب المكان، ويستخدم غالباً لإيصال رسائل سياسية واجتماعية، وكان في بداية ظهوره يوصف بفن التخريب.
وقال هادي لـ”JDD”، إنّ هذا الفن بدأ يتحول إلى رسائل عميقة تخاطب وجدان الشعوب منذ ظهوره في الولايات المتحدة لأمريكية في ثمانينات القرن الماضي ليصبح دارجا في تونس خاصة بعد 2011.
وأشار إلى أنّ عدة جدران من تونس أصبحت شاهدة على أحداث عاشها الشباب التونسي خلال السنوات العشر الأخيرة مضيفا أنّ “أفضل الجدران تلك التي تحيط بمقرات السيادة ومنشآت الدولة حتى تصل رسائلنا إلى صنّاع القرار”.
وصرّح أنّ الغرافيتي ثقافة بصرية تخاطب الوعي الاجتماعي والسياسي، وأصبحت رسومات الجدران تحكي قصصا ومواقف من الواقع، لكنها قد تتسبب في صدمة لعموم التونسيين الذين يعتبرونها تخريبا وتشويها لكنها في الواقع “فن التمرد”، حسب قوله.