انتقدت صحيفة Le journal de l’Afrique، في مقال صادر اليوم الخميس 25 فيفري 2021، غياب رئيس الجمهورية قيس سعيّد عن المؤتمر الافتراضي للاتحاد الأفريقي بداية شهر فيفري الجاري معتبرة أنه بمثابة تأكيد لغياب إفريقيا عن أولويات سياسة تونس الخارجية.
ومنذ ماي 2020، وبعد سبعة أشهر من تولّيه رئاسة الجمهورية لم تقم الدبلوماسية التونسية بأي خطوة نحو تعزيز علاقاتها الإفريقية، فبعد مكالمة هاتفية بين قيس سعيد ونظيره السينغالي ماكي سال، تم خلالها “التطرق إلى العلاقات التاريخية المتميزة بين تونس والسينغال منذ أكثر من نصف قرن، والتّأكيد على العزم المتبادل لمزيد دعمها في كل المجالات” إلاّ أن تونس عادت للغياب عن الساحة الإفريقية.

المصدر: رئاسة الجمهورية

وقالت الصحيفة إنه لا مبرّر لغياب سعيد عن القمة 34 للاتحاد الإفريقي، حتى أن حجة الرهاب من الصعود على متن الطائرة ليست ذات جدوى باعتبار أن الاجتماعات عقدت عن بعد بسبب الجائحة.
تقول المؤرّخة صوفي بسيس إنّ التونسيين يميلون إلى نسيان أنهم جزء من إفريقيا مضيفة أنّ هذه القارة لا تهم رئيس الجمهورية، باعتبار أنّه أقرب إلى حد كبير، من الأيديولوجيا القومية العربية، وبالتالي يتجه أساسًا نحو العالم العربي.


كما تحدثت عن “سوء تفاهم كبير” بين القارة السمراء وتونس رغم أنّها كثيرا ما تفتخر بأنها أطلقت اسمها على إفريقيا، ومع ذلك، فإن السياسة التونسية تجاه إفريقيا كانت منعدمة منذ عدة عقود.
من جهته، يعرب الخبير السابق لدى الأمم المتحدة محسن التومي في كتابه Le Maghreb et son Sud : l’enjeu économique africain، عن أسفه لعدم انفتاح تونس على بقية الدول الإفريقية، حيث أن “تونس كانت قبل عشرين سنة هي الدولة المغاربية الوحيدة التي تقوم بعمل دبلوماسي كبير في إفريقيا لتصبح اليوم تقريبا هي الوحيدة التي لا تقوم بذلك”.
جدير بالذكر، أن هذا الكتاب يقارن بين المغرب المنافس الذي يضاعف شراكاته الإفريقية- الإفريقية وتونس التي بقيت في حالة جمود.


ومع بداية تفشي وباء كورونا، وفي الوقت الذي كانت تونس تسعى فيه إلى تفعيل التضامن الدولي لمحاربة الفيروس عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال مبادرة تشمل بقية الدول الإفريقية، لم تدفع الدولة التونسية مساهمتها الماليّة إلى الاتحاد الإفريقي في نوفمبر الماضي مما حرم المسؤولين التونسيين من أخذ الكلمة طيلة ستة أشهر.
ولم يواصل سعيد على نهج أسلافه، حيث لم يفوّت رئيس الجمهورية الأسبق منصف المرزوقي المشاركة والحضور في اجتماعات الاتحاد الإفريقي كما أن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حاول إقامة علاقات تونسية-إفريقية لكن دون رؤية حقيقية، وبصفة أشمل، فإن السياسة الدبلوماسية التونسية غائبة في بقية الدول الإفريقية.