عمدت الوحدات الأمنية اليوم السبت 27 فيفري 2021، إلى إغلاق كل المداخل المؤدية إلى وسط العاصمة، دون سابق إنذار وذلك استعدادا للمسيرة التي دعت إليها حركة النهضة التي ستنطلق من شارع محمد الخامس بداية من منتصف النهار.
وأدى هذا الإغلاق المفاجئ إلى شلل تام لحركة المرور في جميع مداخل العاصمة من كل الجهات.
لمصلحة من هذه المظاهرة؟
مظاهرة تخدم مصلحة الغنوشي؟
يوضح أستاذ الاتصال السياسي ورئيس المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة، منير الشرفي، لـ”JDD”، “أنه من المفروض أن لا يغلق شارع الحبيب بورقيبة الذي يمثل شارع الشعب، ولكن يجب التنويه إلى أن بعض المظاهرات تتجاوز التظاهر العادي والسلمي الذي يطالب بالحقوق والحريات، لتصبح محل تجييش تخدم غايات ومصالح ذاتية”.
وأوضح “أنه غير متفاجئ من غلق شارع حبيب بورقيبة أو إغلاق شوارع أخرى، فهذه المظاهرة تخدم مصلحة شخص واحد تحديدا، وهو الغنوشي الذي أصبح اليوم منبوذا من قبل حزبه ومن قبل المجلس الذي يرأسه ومن قبل الشعب، وذلك من خلال العودة إلى نتائج سبر الآراء أثناء الفترة الأخيرة نجد أن راشد الغنوشي يحتل المراتب الاخيرة”.
وأضاف الشرفي أن مظاهرة اليوم هي مظاهرة غريبة، لماذا هي غريبة؟ ﻷن الشعب يتظاهر من أجل المطالبة بحقوقه، حيث أن المظاهرات في كل دول العالم تكون معارضة للسلطة، أما السلطة التي تتظاهر من أجل تأييد نفسها فهذا يعتبر من شيم الدكتاتوريات، ولا يوجد مثال في التاريخ على وجود سلطة في العالم تقوم بالمظاهرات”.
واعتبر أن هذه المظاهرة التي يقوم بها حزب حاكم لتأييد نفسه رغم أنه “مشبوه” ولديه شبهات عديدة حوله وهو “المتسبب الحقيقي والفعلي” في كل الأزمات الحالية في البلاد، تزيد من تعميق الأزمة الحالية في وقت تعاني فيه تونس من الإفلاس مما جعلها “تتسول” من بلدان العالم، وفق تعبيره.
وقال” إذا كنت أشغل منصب مسؤول في الدولة فسأقوم بمنع هذه المظاهرة، وليس ذلك بهدف الحد من الحريات، فأنا أناضل من أجل الحريات ومن أجل الحق في التظاهر، لكن التظاهر لديه خصوصياته وحدوده، حيث أن التظاهر يكون بطريقة سلمية ومنظمة للمطالبة بشيء ما وليس للدفاع عن السلطة وهذا دليل آخر على دكتاتورية السلطة ودكتاتورية الحزب الحاكم”.
بيان راشد الغنوشي
نشر رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي اليوم السبت 27 فيفري 2021، بيانا تحت عنوان “الثبات والدفاع عن المؤسسات”، ليشير فيه إلى أن هذه الدعوة تأتي لتنظيم المسيرة الشعبية والوطنية للتعبير عن القلق الذي يساور كل التونسيين حول ارتفاع درجة المناكفات السياسية والخطابات العدائية بين الفرقاء السياسيين وعدم إيلاء هموم المواطن وأوضاع البلاد الأولوية المطلقة”.
كما تأتي الدعوة إلى المسيرة لتأكيد تمسك التونسيات والتونسيين بخيار الدولة الديمقراطية الرائدة ومؤسساتها المنتخبة وفق ما نص عليه دستور جانفي 2014، وفق تقديره.
وأرجح أن استجابة المواطنين للمشاركة في مسيرة اليوم، تعتبر رسالة للتونسيين جميعا من أجل التحلي بأعلى درجات المسؤولية وانتهاج سبيل الحوار والتعاون حول التوجهات المستقبلية للبلاد وإعلاء المصلحة العامة على ما سواها من المصالح الحزبية والفئوية والدعوة إلى ما يوحد “شعبنا العظيم”.
إجراءات أمنية مشدّدة تحسبا لأي تهديد
بعد تشكيات المواطنين من غلق منافذ العاصمة بالحواجز الأمنية، وزارة الداخلية توضح أن هذه الإجراءات الأمنية تأتي تحسبا لأي نوع من أنواع التهديدات الإجرامية أو الإرهابية.
وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد الحيوني في تصريح لموزاييك، “أن الوزارة وفرت الإمكانيات المادية والبشرية، كما سبق ووفرتها في مناسبات سابقة في إطار الحياد، لضمان استمرار السير العادي للحياة وحماية الممتلكات العامة والخاصة، من جهة واحترام حق التظاهر من جهة أخرى”.
تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال ينظم مسيرته الخاصة اليوم بداية من الساعة 12:00 عن طريق التجمع بساحة باب الخضراء ثم التوجه إلى شارع الحبيب بورقيبة، تنديدا بعبث منظومة الحكم بمصالح تونس وشعبها”، حسب ما جاء في التدوينة.