كشفت رئاسة الجمهورية، أمس الأربعاء 24 فيفري 2021، عن تأجيل تنفيذ حكم الإعدام في حق المواطن التونسي فخري الأندلسي، المتهم بقتل مواطن، من جنسية صومالية على الأراضي القطرية، بعد استجابة أمير قطر لطلب تقدم به الرئيس قيس سعيد، فهل تناقض مواقف رئيس الدولة من حكم الإعدام؟.
بعد أن نادى بتنفيذ حكم الإعدام في تونس تفاعلا مع حملة فيسبوكية أطلقها نشطاء طالبوا بتنفيذ حكم الإعدام في قضية مقتل الشابة “رحمة”، التي هزت الرأي العام التونسي، حيث قال حرفيا إن “من قتل نفسا بغير حق جزاؤه الإعدام”، متجاوزا بذلك المعاهدات الدولية التي أمضت عليها تونس والتي تمنع تطبيق هذه العقوبة على أراضيها.
موقف غير واضح!
قيس سعيد لا يمانع أن ينفذ حكم الإعدام في تونس، لكنه يرفضه في الخارج، ويتدخل لدى الدول لتأجيله ويطالب أيضا بعقوبة بديلة لفخري الأندلسي، المتهم في قضية إرهابية على الأراضي القطرية، وهو ما يكشف تذبذب المواقف الصادرة عن شخصية لها وزنها كرئيس الجمهورية.
وكانت رئاسة الجمهورية، قد أعلنت في بلاغ على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، الأربعاء 24 فيفري 2021، عن تأجيل تنفيذ حكم الإعدام في حق المواطن التونسي فخري الأندلسي، المتهم في قضية إرهابية على الأراضي القطرية، إلى يوم غرّة ماي 2021، على أن يتم النظر في الأثناء في عقوبة بديلة من قبل السلطات القطرية.
وأوضحت الرئاسة، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استجاب لدعوة رئيس الجمهورية قيس سعيد، بعدم تنفيذ حكم الإعدام في حق الشاب التونس فخري الأندلسي.
وكان فخري الأندلسي قد توجه بنداء استغاثة للتونسيين، في تصريح لإذاعة جوهرة أف أم، أمس الأربعاء 24 فيفري الجاري، من زنزانته بسجن في دولة قطر، لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام الصادر في حقه من قبل السلطات القضائية في الدوحة، يوم الخميس على الساعة الخامسة صباحا بتوقيت قطر، في جريمة ذات صبغة إرهابية أنكر تورطه فيها.
حيثيات القضية
فخري الأندلسي هو شاب تونسي أصيل ولاية القيروان، اختار الهجرة إلى دولة قطر، بحثا عن عمل لكنه لم يوفق في ذلك، نظرا لتنقله إلى الدوحة دون عقد عمل والحال أن الحصول على وظيفة في دول الخليج يتطلب 5 سنوات خبرة وجوبا وإجادة اللغة الانقليزية، ليتم لاحقا الإعلام بتورطه في حادث أمني خطير يتمثل في الاعتداء على مقر سيادة في قطر وقتل جندي قطري من جنسية صومالية، وفق ما أكّده ماهر مذيوب النائب عن حركة النهضة والممثل للجالية العربية، في تصريح لـ”JDD”، اليوم الخميس 25 فيفري 2021.
وتعود أطوار القضية إلى شهر رمضان 2017، حيث وقع اتهام 4 أشخاص، اثنان من جنسية آسياوية واثنان منهم من جنسية تونسية، أدين أحدهما بالسجن 25 عاما ثم وقع تخفيف الحكم ضده إلى 5 سنوات، والثاني هو فخري الأندلسي الذي أدين بالإعدام، ووفق محدثنا فإن الفريق الديبلوماسي السابق للسفارة التونسية بقطر كان قد وكل محاميا للدفاع عن المتهمين.
وأكد النائب تدخل عدة أطراف من أعلى مستوى خلال الزيارة الأخيرة التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى قطر، من أجل مزيد النظر في القضية.
بين الاعتراف والإنكار
وكان محمد عمار النائب عن التيار الديمقراطي المقيم بدولة قطر، قد أكد في وقت سابق، أنه تم توجيه تهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي واستهداف دورية أمنية وقتل عسكري يعمل بالقوات المسلّحة العسكرية ذبحا وحيازة أسلحة، مشيرا إلى أن المتهم اعترف خلال التحقيقات بانتمائه إلى تنظيم داعش الإرهابي.
ومكث فخري الأندلسي قبل صدور الحكم آنذاك في 29 مارس 2018، بمصحة للأمراض العقلية لمدة تناهز 3 أشهر لدراسة حالته النفسية، وفق عمار.
ورغم تأكيد النائب محمد عمار، اعتراف المتهم في وقت سابق بالجريمة، إلا أن فخري الأندلسي أنكر في تصريحه لجوهرة أف أم، ضلوعه في القضية المذكورة، فيما أكدت والدته “وسيلة”، في تصريح اليوم الخميس، أن ابنها بريء وأنها متأكدة من براءته، وفق تعبيرها.