يبدو أن هناك إجماعا في الشارع التونسي، اليوم على أن مجلس نواب الشعب بصورته الحالية وبأدائه أصبح علامة على الأزمة التي تعيشها البلاد، وهو ما يفسر الدعوات المتهاتفة مؤخرا من أجل حل البرلمان الذي يشهد صراعا بين مختلف الأطياف السياسية وصلت إلى حد العنف الجسدي واللفظي وترويج ثقافة الإثارة، وهو ما قامت به رئيس كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، خلال الجلسة العامة أمس الثلاثاء 2 فيفري 2021، حيث عمدت الأخيرة إلى اقتحام قاعة الجلسات بمكبرات الصوت للاحتجاج على عدم إدانة العنف المسلّط عليها كامرأة، وتعطيل سير الجلسة العامة، وهو ما ندد به النواب.
لن يغيّر شيئا…
ولعل ما يحدث في مجلس نواب الشعب أفرز ردّ فعل مجتمعي عنيف والدليل أن العديد من المواطنين من شرائح مختلفة يطالبون اليوم بضرورة إسقاط البرلمان الذي عوض أن يكون الحل لمشاكل المجتمع التونسي، أصبح اليوم يمثل مشكلا، وفق ما أكده الأستاذ في علم الاجتماع سامي نصر في تصريح لـ”JDD”، اليوم الأربعاء 3 فيفري2021.
وبين المتحدث أن مجلس النواب أصبح اليوم يروج لصورة الانحطاط على مستوى السلوك والتعامل والخطاب وهو ما جعل المواطنين يردون الفعل بشكل انتقامي من خلال الدعوة لحلّه.
وبين أن البرلمان فشل في ترويج الصورة التي يريد إظهارها للشعب والتي تتمثل في الشعارات التي يرفعها النواب، وفي المقابل روج للصورة التي يريد إخفاءها، والتي تتجلى خاصّة من خلال كثرة الغيابات، ثقافة الإثارة والمناوشات المتكررة، حتى أن عددا من النواب أصبحوا اليوم يدعون لحل البرلمان، على غرار عبير موسي، وذلك على أمل إعادة انتخابها في استحقاقات انتخابية أخرى خاصة بعد تصدرها نوايا التصويت في سبر الآراء الأخير.
واعتبر الأستاذ في علم الاجتماع سامي نصر، أن رفض البرلمان والدعوات المتكررة لحله شعبوية وغير عقلانية، لأنه وبتنحية البرلمان الحالي لن يتغير شيء، وفي صورة إعادة الانتخابات سيتم إعادة إنتاج نفس الأشخاص نظرا لوجود نفس القانون الانتخابي.
حل البرلمان يمكن أن يكون حلا لكن…
وبين محدثنا أن حل البرلمان ليس حلا لكن يمكن أن يكون حلا فقط عندما يتم الاشتغال في انتخابات جديدة على تقليص نسبة العزوف عن التصويت يوم الاقتراع وتغيير القانون الانتخابي بالإضافة إلى تهيئة المواطن التونسي لهذه العملية.
وأشار سامي نصر، إلى أن الانتخابات منذ 2011، كانت تجرى بطريقة انتقامية، مبنية على شيطنة الخصوم، مبينا أن الأحزاب عوض أن تشتغل على الصورة التي تريد الظهور عليها في الحملات الانتخابية من خلال تقديم برامجها الانتخابية التي تفيد المواطن التونسي، تقوم في المقابل بشيطنة الخصوم.
وشدد المتحدث على أننا اليوم في حاجة ملحة لانتخابات عقلانية، تتم خلالها تهيئة الناخب التونسي للعملية بشكل موضوعي.
وتشهد تونس موجة من الاحتقان الاجتماعي والصراع السياسي بين مختلف مؤسسات الدولة زادتها التشنجات المتواترة بمجلس نواب الشعب، مما دفع مختلف الفئات من الشعب التونسي بالدعوة إلى حلّ البرلمان.