يحتفل البهائيون في جميع أنحاء العالم بداية من اليوم الأحد 28 فيفري 2021 بشهر العلا، وهو شهر الصوم عندهم ومدته 19 يوما.
هذا وقد فتحت ثورة 2011، أبواب الحرية أمام الأقلية البهائية في تونس، وخرجوا للنور مطالبين بالاعتراف بهم، حتّى أن جزء من التونسيين قد لا يكون قد سمع عن هذا الدين قبل ذلك.
فمن هم بهائيو تونس؟ ومالذي يميّزهم عن بهائيي دول الجوار الجزائر وليبيا؟.

بهائيو تونس تدفعهم الثورة إلى النور


عقد البهائيون في تونس ندوة صحفية في أكتوبر 2017، ومثلت سابقة تاريخية إذ لم يخرجوا للعلن قبل ذلك ما عدا بعض التصريحات الإعلامية المتناثرة التي ظهروا فيها بعد 2011 وما زال طيف واسع من التونسيين يقتصر على ذكر المسيحيين واليهود عند التطرّق إلى مسألة الأقليات الدينية.
يقول رضا بن حسين، وهو بهائي تونسي، لـ”JDD”، إن التغيرات السياسية والاجتماعية التي عرفتها تونس في السنوات العشر الماضية كان لها الفضل بالأساس في تغيير نمط تفكير التونسيين وبالتالي قبول الآخر.
ويستدرك بن حسين مؤكدا أنّه رغم التحسن في نظرة التونسيين للأقليات الدينية والإثنية والعرقية إلّا أن البهائيين اصطدموا في أكثر من مناسبة بمعاملات موغلة في القسوة والنبذ، وفق قوله.
وشدد محدّثنا على أن الاتهامات التي تطال البهائيين بين الحين والآخر في علاقة بعملهم “ضمن مخطط صهيوني وتلقيهم أموالا مشبوهة من جهات خارجيّة” تشكيك في وطنية معتنقي الدين البهائي مشيرا إلى أن فئة من التونسيين لا تفرّق بين الديانة والجنسية، وفق قوله.

صورة من الصفحة الرسمية لبهائيي تونس

وأضاف أنه تم استدعاء ممثلين عن المحفل البهائي أثناء كتابة دستور 2014، من قبل المجلس الوطني التأسيسي الذي جاء بحرية الضمير والمعتقد، لكن تم تجاهل هذه الفئة من التونسيين في وقت لاحق حتّى أنهم تعرضوا لتضييقات من قبل وحدات أمنية باستدعائهم والتحقيق معهم والاستفسار عن معتقداتهم ثم إطلاق سراحهم دون توجيه أي تهمة.
وشدد على أن أحد أبرز ملامح تنكر الدولة لهم تظهر من خلال حرمانهم من الحصول على مقبرة خاصة، بهم فطقوس الجنائز في الديانة البهائية تختلف عن الإسلام وكثيرا ما واجهوا مشاكل لحضور نساء أثناء الدفن وغيرها، في حين تحرمهم السلطات التونسية من أحد أبسط حقوقهم، حسب قوله.

أقلية مضطهدة في الجزائر

بدأت البهائية في الظهور كعقيدة في الجزائر، بداية من سنة 1951، أي قبل الاستقلال، لكنّ حضور عدد من البهائيين الجزائريين مؤتمرا يضم جميع ممثلي الديانة في باليرمو الإيطالية سنة 1968 مثّل منعرجا في تاريخ البهائية في الجزائر.
فمنذ ذلك التاريخ قررت السلطات الجزائرية اعتبارهم من “المرتدين” وطردت 5 منهم خارج أراضيها مع مصادرة ممتلاكتهم، ليصدر في العام الموالي مرسوم يمنع بصفة رسمية اعتناق البهائية وممارسة شعائرها خاصة وأن الدولة بعد الاستقلال كانت قد تبنت ما سمي آنذاك بـ”رفض التأثيرات الاستعمارية”إلى جانب وضع قانون ما يسمى بـ”زعزعة العقيدة”.


وفي سنة 2008، أثارت قضية البهائية الرأي العام بعد “الكشف عن خليّة لنشر البهائية” بولاية الطارف الجزائرية حيث تحدثت وسائل إعلام محلية عن “ارتباطهم بجمعيات أوروبية وأمريكية من خلال التواصل مع شبكات هي أقرب للتنظيمات اليهودية العالمية، باستعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة (..) بحثا عن مكاسب مادية وهمية تحولت إلى قناعات إيمانية”.
وحاليا، لا توجد إحصائيات عن معتنقي البهائية في الجزائر.

“الثورة” دفعت بالبهائيين إلى الظلام في ليبيا

سنة 1951، تمت دعوة المجتمع البهائي المصري لإرسال رواد إلى ليبيا كجزء من حملة تعليم الدين البهائي في أفريقيا ليتم بعد سنتين من ذلك تأسيس “التجمع الروحاني المحلي” في بنغازي لليتمكّن معتنقو هذه الديانة من الحصول على مقبرة خاصة بهم في العاصمة طرابلس سنة 1956.
لكن هذا الرخاء لم يدم طويلا حيث تعرض معتنقو البهائية إلى مضايقات وملاحقات من قبل أجهزة الدولة الليبية مع بداية السبعينات بتولي معمّر القذافي السلطة إثر الانقلاب العسكري المعروف بـ”ثورة الفاتح”.