انخفض عدد المصابين المقيمين بالمستشفيات إلى 1678 مريضا مقابل 2310 مريض، وسجل معدل حالات الإصابة المؤكدة تراجعا بنحو 20 بالمائة من مجموع التحاليل المجراة يوميا مقابل 30 بالمائة خلال الأسابيع الماضية، وفق ما صرح به وزير الصحة فوزي المهدي، يوم الخميس 11 فيفري 2021، في تعليقه على الوضع الوبائي لانتشار فيروس كورونا في تونس.

مؤكدا أن هناك بوادر إيجابية لذلك يجب المواصلة في تطبيق الإجراءات الوقائية، وأضاف المهدي أن عدد الوفيات جراء الوباء في استقرار وأن نسبة إيجابية التحاليل تراجعت إلى 20 بالمائة.

فهل الوضع الوبائي التونسي في تحسن؟

تقييم اللجنة العلمية لمجابهة كورونا لتحسن الوضع الوبائي في تونس، ارتكز على معطيات تتعلق بتقلص عدد حالات إيواء المرضى بالمستشفيات وخاصة في أسرّة الإنعاش والأوكسجين وليس استنادا على عدد الحالات الجديدة فقط، حسب ما أكده عضو اللجنة أنيس قلوز.

وأوضح قلوز، “أن المستشفيات العمومية والخاصة سجلت، خلال الشهر الحالي، تراجعا ملحوظا في عدد المرضى الذين تتطلب حالاتهم توفير الإنعاش والأوكسجين بالمقارنة مع شهر جانفي الفارط”.

كما اعتبر قلوز أن عدد التحاليل المنجزة في إطار تقصي المرض يمثل عنصرا يمكن من خلاله التعرف على انتشار المرض لكن هذا المعطى يرتبط بعناصر أخرى من بينها نسبة التحاليل الإيجابية وكذلك مستوى الضغط المسجل على المستشفيات مشيرا إلى أن نسبة التحاليل الإيجابية سجلت تراجعا ملحوظا من 30 بالمائة سابقا إلى 20 بالمائة حاليا.

من جهته أكد ممثل المنظمة العالمية للصحة في تونس، ايف سوتيران، أن انخفاض عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في تونس يعود إلى انخفاض عدد التحاليل التي يتم إجراؤها يوميا.

وأضاف سوتيران في حوار خاص مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء “أن تونس لا تزال في مرحلة وبائية مرتفعة “مبينا أن عدد التحاليل المجراة انخفض من 10 آلاف مع نهاية جانفي الماضي إلى حدود 4 آلاف تحليل يوميا وهو ما أدى بالضرورة إلى انخفاض عدد الحالات المكتشفة.

تأتي هذه التصريحات خلافا لما أكده  أستاذ الطب في الأمراض الصدرية حبيب غديرة، يوم الإثنين الفارط بخصوص تسجيل مؤشرات أولية إيجابية على تحسن الوضع الوبائي في تونس.

وكان غديرة قد كشف أن هنالك  “عدة مصادر طبية أكدت تراجع طلبات الإيواء لعلاج حالات الإصابة بكوفيد-19” موضحا، أن انحسار تفشي الفيروس التاجي يرجع بالأساس إلى ارتفاع المناعة الطبيعية بعد أسابيع شهدت خلالها تونس مستويات قياسية في حصيلة الإصابات.

الوضع الوبائي في العالم 

وعلى المستوى الدولي، تشير الإحصائيات التي نشرتها المنظمة العالمية للصحة إلى تراجع في الوضع الوبائي وانخفاض في عدد حالات الإصابة بـ “كوفيد -19” بنسبة 17% في الفترة من 1 إلى 7 فيفري الجاري مقارنة بالأسبوع السابق.

وأشارت المنظمة في تحديثها الوبائي الأسبوعي أن “عدد حالات الإصابة الجديدة المبلغ عنها انخفض للأسبوع الرابع على التوالي”.

وجرى خلال الأسبوع الماضي تسجيل  3.153.426 حالة إصابة، بنسبة 17٪ أقل من الأسبوع السابق له، و 88369 حالة وفاة للمرضى، بنسبة 10٪ أقل من الأسبوع السابق.

كما رصد تسجيل انخفاض كبير في الإصابات في إفريقيا بنسبة 22٪، وفي أوروبا بنسبة 19٪، وكذلك في الأمريكتين بنسبة 17٪.

وتواصل الولايات المتحدة الصدارة من حيث عدد المصابين، حيث تم تسجيل أكثر من 871 ألف حالة إصابة جديدة بكورونا خلال أسبوع، تليها البرازيل بأكثر من 328 ألف إصابة، فيما تأتي فرنسا في المركز الثالث بأكثر من 136 ألف إصابة، وفي المرتبة الخامسة تأتي روسيا بأكثر من 116 ألف إصابة خلال أسبوع.

توزيع اللقاحات 

حسب منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 90 بالمائة من البلدان التي بدأت بتوزيع اللقاحات هي بلدان غنية.، و75 بالمائة من جرعات اللقاح التي تم توزيعها، وهي 130 مليون جرعة، استحوذت عليها عشرة بلدان فقط.‏

وفي الأثناء، هناك قرابة 130 بلداً، تؤوي 2,5 مليار نسمة، لم تتمكن من إعطاء حتى جرعة لقاح واحدة.‏

بالنسبة لتونس فقد انضمت إلى مبادرة “كوفاكس” التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع البنك الدولي من أجل تمويل البلدان الأقل دخلا للحصول على لقاح كورونا.

حيث أكد مدير معهد باستور هاشمي وزير أن تونس ستحصل على التلقيح حال جاهزيته مجانا وسيتم في مرحلة أولى توفير 4 ملايين جرعة بمعدل جرعتين لكل شخص وبالتالي تمكين 20 في المائة من التونسيين من الحصول على اللقاح.

وحسب التقديرات التي وضعتها ديمارايس لوحدة الإيكونوميست للمعلومات، قد لا تحصل بعض الدول على تطعيم كامل قبل حلول عام 2023، أو قد لا تحصل عليه بالمرة.

كما أن التطعيم ليس أولوية بالنسبة لكل الدول، وعلى وجه الخصوص الدول التي تعتبر غالبية سكانها من صغار السن والتي لم تشهد إصابة أعداد كبيرة بالمرض.