أكّد رئيس الحكومة هشام المشيشي والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، خلال لقاء جمعهما مساء اليوم الثلاثاء 19 جانفي 2021 بقصر الحكومة بالقصبة، أنه “يجب الإحاطة بالشباب الذي فقد الأمل في بلاده واتجه إلى الهجرة غير النظامية واستقطبته بؤر التوتر مؤكدين أن بلادنا لها مستقبل إذا اعتمدت على كفاءات شبابها وأبنائها”، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مصالح الإعلام والاتصال في رئاسة الحكومة.
ويأتي هذا اللقاء بعد يوم من انتقاد المنظمة العمالية الأكثر تمثيلا في تونس لصمت السلطة إزاء الاحتجاجات التي تشهدها تونس خلال هذه الفترة.
اتفاق على ضرورة تأطير الشباب
ذكر بيان رئاسة الحكومة أن لقاء المشيشي والطبوبي تناول بالخصوص الوضع الذي تمر به تونس اليوم وخاصة الأحداث الأخيرة، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تعيش على وقعها مناطق عديدة من البلاد.
ودعا هشام المشيشي ونور الدين الطبوبي إلى “ضرورة تأطير الشباب تأطيرا جيدا حتى يكونوا عنصرا فعالا وقيمة مضافة في المجتمع ويساهموا في النهوض ببلادهم”، وفق ما ورد في بيان رئاسة الحكومة.
وتشهد تونس منذ يوم 14 جانفي 2021 تحرّكات احتجاجية في العديد من الأحياء الشعبية بالعاصمة وفي عدد من المدن الداخلية، ورافقت هذه التظاهرات أعمال شغب ونهب.
الشباب قوّة اقتراح
يشار إلى أن رئيس الحكومة قد أعرب، خلال كلمة ألقاها مساء اليوم، عن تفهمه للاحتجاجات وخلفياتها ومطالبها الاجتماعية والاقتصادية. وقال إنه “يفصل جيدا بينها وبين ما رافقها من أعمال عنف وسرقة تصدت لها قواتنا الأمنية بكلّ حرفية”.
كما أكد تفهّم حكومته للغضب وحتى الإحباط الذي يشعر به الشباب المحتجّ، مشدّدا على أنها ستتعامل معهم “كقوة اقتراح للحلول” وأنها سترافق الشباب “في تحقيق طموحاتهم وأحلامهم في وطن يطيب فيه العيش.”
موقف الاتحاد من الاحتجاجات
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل قد دعا المحتجين إلى وقف الاحتجاجات الليلية بسبب التجاوزات التي ترافقها، مؤكّدا على دعمه للاحتجاج السلمي، في بيان أصدره أمس الاثنين 18 جانفي 2021.
وأبدت المنظمة الشغيلة استغرابها من صمت السلط على ما يجري، مطالبا إياها “بتوضيحات شافية تبدّد الإشاعات وتطمئن عموم التونسيات والتونسيين وتحمّل المسؤوليات”.