لا تزال ظاهرة حكم عائلة الرئيس وتدخلها في الشأن العام سواء بإبداء الرأي أو بأن تكون جزءا فاعلا في مجريات العملية السياسية، تؤرق التونسيين وترجعهم إلى ماض قريب جدا إبان حكم عائلة زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وتحكمها في مفاصل وأجهزة الدولة.

تداخل بين العائلة والحكم عاد للمشهد التونسي بعد الثورة،في حياة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي من خلال ابنه حافظ قائد السبسي الذي تولى الأمانة العامة لحزب الرئيس ودخل في صراع سياسي مع رئيس الحكومة وقتها يوسف الشاهد،وهاهو السيناريو اليوم يتكرر مع فروق بسيطة..من الابن الى الأخ..ومن الحزب إلى الفايسبوك.

تقاسم أدوار بين الرئيس سعيّد وأخيه

ظهر شقيق الرئيس، ليلة فوز الرئيس قيس سعيّد بالرئاسة حيث كانت له تصريحات اعلامية مطولة في وقت غاب فيه الرئيس المنتخب عن المشهد لفترة طويلة ،ما يوحي ،ربما، بتقاسم للأدوار بين الشقيقين.

تدخل نوفل سعيّد في المشهد السياسي تطور أكثر مع بداية حديثه عن ضرورة تغيير النظام السياسي، حيث دعا الى تغيير النظام الذي وصفه بالمريض معتبرا أن الداء يكمن في الأحزاب، في تقاطع مع تصريحات ورؤى الرئيس قيس سعيّد.

في ذات السياق دعا نوفل سعيد،إلى تنقيح الدستور معتبرا أنه مهمة عاجلة وأكيدة معتبرا أن تونس لم تعد تحتمل العبث الدستوري، في تماه تام مع ما يطرحه الرئيس قيس سعيد قبل وبعد توليه رئاسة البلاد.

شقيق الرئيس يحشد التونسيين لنصرة الرئيس

دعا نوفل سعيدّ، شقيق الرئيس قيس سعيّد، اليوم صراحة التونسيين الى الاصطفاف وراء الرئيس سعيّد من أجل تونس أفضل مؤكدا أن الشعب اختار سعيد ليقود معركة شرسة وضد عدو له من الأسلحة الكثير،داعيا اياهم الى أن لا يكون لما اسماها بالضوضاء والفرقعات والقنابل الصوتية تأثير على نفوسهم حتى تبعدهم عن الوجهة الحقيقية وجهة مقاومة الفساد وتدخلهم عنوة صاغرين و مطأطئي الرِؤوس الى مناطق اليأس من المستقبل واللامبالاة تجاه الفاسدين.

دعوة صريحة من شقيق الرئيس لدعم الرئيس قيس سعيد في وقت تشهد فيه الساحة السياسية انقسامات حول حادثة الظرف المشبوه الذي وجه الى قرطاج، بين مناصرين للرئيس يعتبرون انه يتعرض الى مؤامرة بسبب رفضه الانصياع لطلبات الأغلبية الحاكمة وبين مكذبين أصلا للحادثة ومتهمين للرئيس السعيد بالسعي لاستدرار عطف الشعب عبر اختلاق الحادثة.

تداخل بين العائلة والحكم يعيد الى الذاكرة تجارب أضرت بتونس منذ حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وتدخل عائلته في الحكم مرورا بأصهاره بن علي الذي أحكموا قبضتهم على البلاد زمن حكم بن علي،وصولا الى ابن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي تسبب في أزمات سياسية متعددة أوصلت حزب الرئيس،نداء تونس،الى التفكك والانهيار..تجارب أثبتت خطورة تماهي الحكم بالعائلة والحزب بالدولة علّ من يستقي الدروس يتعلم.