أكد الناطق الرسمي باسم تنسيقية “كلنا من أجل ماجل بلعباس” علي قرّاوي، اليوم الاثنين 18 جانفي لـ”JDD”، أن اعتصامهم أمام محطة ضخ الغاز رقم 1 التابعة لشركة “سرغاز”. يأتي احتجاجا على مماطلة الحكومة في تطبيق اتفاقيات سابقة تهمّ تحقيق مطالبهم المتعلقة بالتشغيل والتنمية. وشدد قرّاوي على أن تحركهم سلمي ولا يستهدف تعطيل الإنتاج أو إثارة الشغب.
وبدأ صباح اليوم أعضاء تنسيقية كلنا من أجل ماجل بلعباس نصب خيامهم والاعتصام، قرب مقر محطة ضخ الغاز رقم 1 التابعة لشركة “سرغاز” بمنطقة أولاد مبارك.
اعتصام من أجل التنمية والتشغيل
قال قرّاوي إنه بعد عشر سنوات من الثورة لم تتحسّن أوضاع منطقة ماجل بلعباس، حيث لم تتحقق فيها أي من المطالب التي قامت عليها الثورة. وأوضح أن أهالي الجهة أجمعوا على تكوين تنسيقية للتعبير عن مطالبهم والتكلّم باسمهم، إذ تضم جميع الفئات الممثلة لمتساكني المنطقة ومن بينهم عاطلون عن العمل وفلاحون.
ويعد شعار “التنمية والتشغيل” العنوان الكبير لمجموعة مطالب أهالي ماجل بلعباس، وفق قرّاوي. ومن بين هذه المطالب إيجاد مواطن شغل للشباب العاطلين عن العمل وإحداث صندوق دعم الشباب لتسهيل الانتصاب للحساب الخاص، إلى جانب إحداث صندوق دعم الفلاحين.
كما يطالب المعتصمون بتحسين الخدمات الصحية في المنطقة. وقال قرّاوي إن المستوصفات والمستشفى المحلي في المنطقة أصبحوا قادرين على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد السكان، مطالبين بتغيير صبغة المستشفى من “محلّي” إلى “جهوي”.
ويعتبر مطلب مراجعة العقود التي تم إبرامها مع المتساكنين الذين تمرّ من أراضيهم أنابيب شركة “سرغاز” أحد أبرز مطالب المعتصمين، بحسب ما أكّد قرّاوي.
وأوضح أن شركة “سرغاز” التي تم إحداثها في سنة 1979، وبدأت عملها فعليا في ثمانيات القرن الماضي، أبرمت في ذلك الحين عقودا لمدّة 30 سنة مع المتساكنين لمدّ أنابيب الشركة من دون الاستناد إلى آراء خبراء. وقال إن تعديلا شمل بعض تفاصيل العقود في سنة 2009 لكن من دون أن يكون هذا التعديل في القيمة مواكبا لتغيّرات العصر.
وقال قرّاوي إن “المسؤولين عن الشركة راهنوا على جهل وأمية الأشخاص الذين أبرموا معهم العقود”. وأفاد بأن بعض مطالب المعتصمين تأتي في إطار تجسيد مبدأ الإشعاع الاقتصادي والاجتماعي للشركة والذي ينص عليه الدستور.
اتفاقيات تنتظر التفعيل
ذكر قرّاوي أن معتمد المنطقة زار مكان اعتصام تنسيقية “من أجل ماجل بلعباس” واستمع إلى مطالبهم، طالبا منهم القدوم إلى مقر الولاية للتفاوض والنقاش لكن المعتصمين رفضوا ذلك متحجّجين بالاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها دون أن يتحقق منها أي شيء.
يشار إلى أن الاعتصام الذي بدأت تنسيقية “كلنا من أجل ماجل بلعباس” في تنفيذه ليس الأول من نوعه، إذ عرف محيط المحطة في مناسبات سابقة تحركات احتجاجية لعدد من شباب المنطقة للمطالبة بالتشغيل والتنمية.
ومطلع ديسمبر الماضي، اقتحم البعض من المحتجين مقر شركة “سرغاز” قبل أن يغادروه ويكتفوا بالاعتصام أمامه على إثر تدخّل كل من معتمد ورئيس بلدية ماجل بلعباس. وتم تعليق الاعتصام آنذاك بعد بدء مفاوضات بين المحتجين والسلط المحلية فيما يتعلق بتنفيذ اتفاقيات سابقة.
وفي ماي 2017، شهدت المنطقة أحداثا مماثلة وتم إبطال محاولة اعتصام أمام مقر الشركة، بعد وعود بالنظر في مطالب التشغيل ومساهمة الشركة في التنمية المحلية ودعم القطاع الفلاحي.