فقدت تونس في مثل هذا اليوم من سنة 2020،مناضلة من طينة خاصة،كانت مسكونة حدّ التوحدّ بهموم شعبها وقضايا وطنها،اختطفها المرض وهي لا تزال ياسمينة لم تتفتحّ بعد..

إمرأة حرّة بكل ما تحمله الكلمة من معنى،في زمن قلت فيه الحرائر، خبرتها الأرض التونسية في مختلف ربوعها،هي التي لم تتأخر يوما عن نداءات المقهورات والمقهورين والمضطهدات والمضطهدين فيها، تنقلت بين كل جهاتها حاملة سلاحها، كاميرا، توثق بها اعتداءات النظام وانتهاكاته..هي لينا-تونس، وكم تقف الكلمات ضئيلة في حضورها.

هي المناضلة الحقوقية والمدونة التي فضحت نظام بن علي وكشفت وجهه القبيح الدموي، نقلت أحداث ثورة 17 ديسمبر-14 جانفي إلى العالم أجمع عبر مدونتها بنيّة تونسية، لتترشح لنيل جائزة نوبل للسلام سنة 2011، تشريف ليس عليها بكثير.

لينا،ابنة المناضل اليساري الصادق بن مهني،شكلت برفقة سفيان الشورابي وياسين العياري وسليم عمامو وأسامة التليلي وهناء سارتر الطرابلسي وفاطمة آرابيكا الصوت الإعلامي الإلكتروني للثورة التونسية،ساهموا عبر تدويناتهم في فكّ حصار التعتيم الذي كان مفروضاً على انتفاضة التونسيين في وجه نظام بن علي.

ناضلت لينا أيضا ضد مرض صاحبها منذ كانت صغيرة حيث تعرضت لفشل كلوي،اضطر الأطباء إلى زرع كلية لها تبرعت لها بها والدتها،وفي السنتين الأخيرتين انتفض جسد لينا ضد الكلية المزروعة،واضطرت للبحث عن حلول بديلة لعمل الكلى عبر القيام بتصفية الدم أكثر من مرة في الأسبوع،مسار أرهق جسد الشابة الفتية حتى الإنهاك لنفقدها جسدا لا روحا ولا فكرا.

صوت لينا باق بين أرجاء شارع الثورة، يساند ويدافع جنبا إلى جنب مع رفيقاتها ورفاقها الذين مازالوا على درب لينا،يناضلون من أجل تونس أخرى ممكنة.