بعد أخذ وردّ تخلله تشكيك في امكانية مضي رئيس الحكومة، هشام المشيشي، في تحوير وزاري في ظرف وبائي وسياسي صعب جدا تمر به البلاد، إتخذ المشيشي قراره، أخيرا، وأعلن اليوم تحويرا وزاريا شمل 11 حقيبة وزارية.

تحوير عصف بوزراء محسوبين على الرئيس قيس سعيد، على غرار وزيري الصحة والعدل، طرح فيهم المشيشي أسماء تبدو من الدائرة المقربة منه ومن حزامه السياسي، ما يفسر الراحة والثقة الكبرى التي ظهر بهما رئيس الحكومة أثناء إعلانه التحوير الوزاري.

تحوير على مقاس قلب تونس

في أولى ردود الفعل على التحوير الوزاري للمشيشي، اعتبر أسامة الخليفي رئيس كتلة قلب تونس، حليف النهضة في الحكم، أن الحزب أراد أن يكون التحوير في العمق ليصبح فيه رئيس الحكومة رئيسا فعليا لفريقه وحكومته بكامل الصلاحيات التي يكفلها له الدستور دون أي منازع، وهذا في حد ذاته إنجاز ومكسب وضمان لتماسك الدولة ومؤسساتها.

وجدّد الخليفي اعلان ثقته في هشام المشيشي معلنا أنّ الحزب سيدعم حكومته التي ستكون أولوياتها استكمال بناء المؤسسات الديمقراطية، والنجاح في إدارة الأزمة الصحية وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار ومعالجة الأوضاع الاجتماعية بتفعيل الأمان الإجتماعي والإقتصاد الإجتماعي والتضامني.. والإصلاحات الكبرى التي تحتاجها البلاد في المرحلة القادمة وتحقيق التنمية المتضامنة.

واعتبر القيادي في قلب تونس أن البلاد اليوم في أمس الحاجة للوحدة الوطنية بين كل القوى السياسية التي تبني مرجعيتها على الثورة والدستور والديمقراطية والمصالحة الوطنية مؤكدا أن هذه هي البوصلة،ولن يخطئ العقلاء الهدف.

النهضة تعلن موقفها غدا

أعلنت القيادية في حركة النهضة،يمينة الزغلامي في تصريح لإذاعة IFM أن كتلة الحركة ستعقد اجتماعا غدا الأحد 17 جانفي 2021 لحسم موقفها من التحوير الوزاري كاشفة بأن الحركة ستتثبت من السير الذاتية للوزراء المقترحين من حيث النزاهة والكفاءة وتعطي على أساس ذلك موقفها.

تصريح يفهم منه قبول ضمني للوزراء المقترحين خاصة مع قبول حزب قلب تونس، شريك النهضة في الحكم، الصريح بالتعديل الوزاري المقترح من المشيشي.

نائب يكشف شبهة تضارب مصالح لوزير التكوين

كشف النائب المستقل بالبرلمان خالد قسومة عن وجود شبهة تضارب مصالح مؤكدة تحوم حول الوزير المقترح على رأس وزارة التكوين المهني والتشغيل، يوسف فنيرة، حسب ما بينه في تدوينة على صفحته الرسمية.

وأكد قسومة أن الأسماء المقترحة في التحوير الوزاري تؤكد نجاح حركة النهضة في بلوغ غايتها في إقالة كل وزير لا يعلن الولاء لها وللائتلاف البرلماني، معتبرا أن التحوير سيحولها من حكومة كفاءات مستقلة إلى حكومة سياسية متحزبة مؤكدا أنه سيصوت ضد التحوير الوزاري المقترح.

أنا يقظ: تعيينات مشبوهة ضمن التعديل الحكومي

من جهتها عبرت منظمة أنا يقظ عن تفاجئها بتعيين سفيان بن تونس، عضو حزب قلب تونس، على رأس وزارة الطاقة والمناجم حيث أن هذا الأخير يرأس شركة Oscar  Infrastructure Service التي تضم كذلك محمد الزعنوني، محامي نبيل القروي، رئيس قلب تونس، بصفته نائب رئيس مكلف بالشؤون القانونية للشركة.


وأكدت المنظمة أن الزعنوني هو الذي أشرف على إمضاء ما عرف بعقد “اللوبيينق” بين المرشح للانتخابات الرئاسية نبيل القروي والضابط السابق في الموساد الاسرائيلي اري بن ميناشي عن طريق وسيط يدعى محمد بودربالة، مشيرة إلى أن هذه القضية لازالت إلى حد الآن في طور التحقيق منذ سنة 2019.

وتساءلت المنظمة عن مدى صدقية إدعاء رئيس الحكومة هشام المشيشي بأن التحوير حافظ على نفس فلسفة الحكومة المستقلة في وقت عين فيه عضوا بحزب قلب تونس يرأس شركة تضم محامي نبيل القروي، داعية إلى تجنب ما أسمتها بالتعيينات المشبوهة خاصة في أعلى هرم السلطة وإلى عدم التلاعب بمؤسسات الدولة جراء حسابات حزبية لا تراعي المصلحة العليا في هذا الظرف الدقيق الذي تعيشه البلاد.

ردود أفعال تشير إلى أن رئيس الحكومة هشام المشيشي بعد فك ارتباطه بالرئيس قيس سعيّد، إرتهن قراره لحزامه السياسي الداعم وأساسا حركة النهضة وقلب تونس،ما جعله على ما يبدو ،يكون فريسة سهلة للوقوع في تعيينات أقل ما يقال عنها أنها مشبوهة.