وعد الرئيس قيس سعيد أهالي سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2019 بالعودة لزيارتهم في نفس اليوم من سنة 2020 لكنه أخلف وعده،على بساطته،ما جعل كثيرين يعتبرون ان سعيد ضرب في العمق احد ابرز شعارات حمتله الانتخابية الرئاسية والتي انبنت في جزء مهم منها على الإيمان بانطلاق الثورة التونسية يوم 17 ديسمبر..وهاهو الرئيس يتخلف هذه المرة حتى عن الحضور الاعلامي في يوم مفصلي في تاريخ الشعب التونسي في ذكرى عاشرة لثورة غيّرت الخارطة السياسية لبلاد بأكملها.
غياب دفع كثيرين للتساؤل حول سبب هذا الصمت من أعلى سلطة في البلاد، خاصة وأن الرئيس قيس سعيّد طالما سوق نفسه حين ترشح للانتخابات الرئاسية على أنه في صف الثورة وأحد ابنائها ما جعل تركه ليوم 14 جانفي 2021 أي بعد 10 سنوات من الثورة التونسية، يمر ويكون فيه غائبا مسألة غامضة وقابلة لتأويلات مختلفة.
الرئيس سعيّد خذلنا
اعتبر السياسي والأمين العام للحزب الجمهوري،عصام الشابي، أن عدم توجه رئيس الجمهورية قيس سعيد بكلمة للشعب التونسي في الذكرى العاشرة للثورة مثل خيبة ظن بالنسبة له ولعموم الشعب التونسي.
ودوّن الشابي عبر صفحته على فايسبوك “لم يتوجه الرئيس قيس سعيد الى مدينة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر كما كان وعد بذلك ” لالتزامات طارئة ” ..ولم يتوجه إلى الشعب التونسي بكلمة ليلة إحياء الذكرى العاشرة لانتصار ثورة الحرية والكرامة. نعلم سيدي الرئيس أنك لم تشارك في احداث الثورة ولا في النضالات التي مهدت لها، ولكننا اعتقدنا للحظة أنك تبنيت شعارات الثورة التي وصلت بفضلها الى سدة الحكم، وأنك لا يمكن أن تستكثر على شهدائها ومناضليها تحية لنضالاتهم و خليدا لتضحياتهم ولو في كلمة متلفزة … لكن خاب ظننا”.
الرئيس غائب والإعلام صامت
الغريب في الموضوع أن الوسائل الاعلامية التي فتحت برامجها للنقاش حول 10 سنوات من الثورة، لم تشر ولو عرضا الى غياب رئيس الجمهورية عن المشهد، كما لو أن غيابه مسألة طبيعية أو غير ذات بال..والحال أن الجميع كان ينتظر أن تكون احتفالات 14 جانفي 2021 متزامنة مع التحضير للحوار الوطني الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل ووافق عليه الرئيس سعيّد، ما جعل مراقبين يتوقعون أن يكون خطاب الرئيس سعيد حدثا في حدّ ذاته خاصة مع مراهنة المنظمة الشغيلة على الرئيس سعيّد مثلما أكد الأمين العام المساعد للاتحاد سمير الشفي أمس الخميس في مداخلة له على القناة الوطنية بأن “الرئيس قيس سعيد،قادر على تجميع القوى المدنية الاجتماعية الديمقراطية وانقاذ تونس من مخالب المتاجرين بالدولة والمتطرفين المتشددين”.
صفحة رئاسة الجمهورية في وضع الصامت
المعمول به في مثل هذه الحالات، حين يتعذر على رئيس الجمهورية التوجه بخطاب للشعب التونسي في ذكرى على مثل هذه الأهمية، مهما كانت الأسباب، أن يتم نشر بلاغ يوضح هذا الغياب..غير أن الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية اكتفت بنشر فيديو للرئيس سعيّد وهو يمتع 919 محكوما عليهم بالعفو الخاص، مما يؤدي إلى سراح 154 سجينا منهم، وهي الاشارة الوحيدة الموجودة في صفحة رئاسة الجمهورية التي ذكرت فيها مناسبة عيد الثورة والشباب.
رئيس البرلمان يشغل الإعلام ورئيس الحكومة حاضر
في المقابل كان الحضور الأبرز أمس الخميس في الذكرى العاشرة للثورة التونسية لرئيس مجلس نواب الشعب، راشد الغنوشي، الذي استحوذ على اهتمام الاعلام ، تونسيا وعربيا، أين تطرق الغنوشي في حواره للتلفزيون العربي إلى موضوع سجن نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس.
من جهته حضر هشام المشيشي، حيث نشرت صفحة رئاسة الحكومة بلاغا للمشيشي أكّد فيه على التزامه بالمحافظة على مكتسبات الثورة.
غياب غريب مستغرب ومستراب جدا،خاصة تزامنا مع هذا الصمت الاعلامي الاكثر غرابة، لرئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد عن المشهد في ذكرى المحطة المفصلية الأبرز في تاريخ البلاد المعاصر.