يواجه قرار الحجر الصحي الشامل الذي أعلن عنه وزير الصحة فوزي المهدي العديد من الانتقادات، حيث اعتبر البعض أن فترة 4 أيام غير كافية للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا.

ويرى آخرون أن القرار جاء متأخرا في ظل الأعداد الكبيرة للمصابين بالوباء، محذرين من خطر مزيد انتشار الجائحة.

قرارات منقوصة

وصف رئيس الجمعية التونسية للسلامة الصحية يامن العايدي، في تصريح لإذاعة “شمس أف أم” اليوم الأربعاء 13 جانفي 2021، القرارات التي أعلن عنها وزير الصحة بأنها “ضعيفة و منقوصة شكلا و مضمونا ومن حيث التوقيت”، محذرا من احتمال ارتفاع نسبة العدوى في صفوف أفراد العائلة الواحدة.

واعتبر العايدي أن قرار وزير الصحة فرض الحجر الصحي الشامل جاء متأخرا، وذلك بالنظر إلى الوضع الصحي المتردي الذي تميز بانتشار فيروس كورونا المستجد بين التونسيين.

وشكك العايدي في مدى فاعلية الحجر الصحي الشامل في هذه المرحلة. وقال إن “المدة كان من الأجدر أن تتراوح بين 10 و 14 يوما، حتى تقلص من انتشار العدوى”.

وكانت اللجنة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا قد أعلنت، أمس الثلاثاء 12 جانفي 2021، إقرار حجر صحي شامل بـ4 أيام من الخميس 14 إلى الأحد 17 جانفي 2021، إلى جانب تقديم توقيت حظر الجولان ليصبح بداية من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى غاية الساعة السادسة صباحا.

تعزيز الإجراءات احتمال وارد دائما

من جانبه، كشف عضو اللجنة العلمية لمقاومة فيروس كورونا الهاشمي الوزير، اليوم الأربعاء في تصريح لنفس الإذاعة، أن إقتراح اللجنة فيما يتعلق بالحجر الصحي الشامل كان لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

وأوضح الوزير أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة كانت السبب وراء الاكتفاء بفترة أربعة أيام فقط.

وأشار الوزير إلى أنه علميا من المفروض أن تكون فترة الحجر الشامل أكثر من 4 أيام، مشيرا إلى إمكانية أن تكون هذه المدة ناجعة في تخفيف انتشار العدوى لأن قرار فرضها كان مرفوقا بإجراءات أخرى.

ويبقى دائما من الوارد أن تعزيز الإجراءات الاستثنائية المتخذة حاليا بأخرى تدعمها وذلك بحسب ما ستكشفه عملية تقييم الوضع الوبائي في البلاد بعد الحجر الصحي الشامل، وفق ما أفاد الوزير.

هل يعطي الحجر الحالي نفس نتائج الحجر الأول

وكان القيادي بحركة النهضة ووزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي قد توقع، خلال استضافته أمس الثلاثاء 12 جانفي 2021 في برنامج “هنا تونس” على موجات إذاعة “ديوان أف أم”، أن الحجر الصحي الشامل لن يعطي نتيجة بنفس درجة الحجر الأول بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا بشكل كبير.

وإقترح أن يكون الحجر الصحي موجّها يشمل الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، ومن بينهم المصابين بأمراض مزمنة.

وأبدى المكي تفاؤله حيث قال إنه ما يزال بالإمكان التحكم في الوضع الوبائي رغم صعوبته مشترطا وضع خطّة متكاملة الأبعاد لتحقيق ذلك.

يذكر أن JDD اتصلت بالمكي، لكنه رفض التصريح واعتذر قائلا “أتحرّج من التصريح بخصوص الوضع الصحي في البلاد”.