تحيي تونس اليوم الاحد 3 جانفي 2021 الذكرى 37 لإنتفاضة الخبز التى انطلقت شرارتها من قلب الجنوب التونسي تحديدا مدينة دوز من ولاية قبلي في 29 ديسمبر 1983 لتعمّ فيما بعد جل مناطق وولايات البلاد انذاك ،احتجاجا على قرارات حكومة محمد المزالي حول رفع الدعم على بعض المواد الاساسية ومضاعفة ثمن الخبز من 80 مليما الى 170 مليما جراء الازمة الاقتصادية التى عاشتها تونس سنة 1977.
ذكرى عصية على النسيان
تعتبر انتفاضة الخبز ، ذكرى تأبى النسيان لدى جميع التونسيين دون استثناء ، خلفت وراءها 92 شهيدا و مئات الجرحى والإعتقالات في صفوف الطلبة و النقابيين والنشطاء السياسيين وإصدار أحكام بالسجن المؤبد في حق الذين انتفضوا وواجهوا الحكومة لاثناءها عن قراراتها التى هدّدت المقدرة الشرائية لدى المواطن، و من ابرز شهداء انتفاضة الخبز نذكر المناضل اليساري المنتمي لمجموعة الوطنيين الديمقراطيين الفاضل ساسي الذي سقط شهيدا يوم 3 جانفي 1984 متأثرا بإصابته خلال المواجهات التى جدت في مفترق نزل الانترنسيونال و شارع فرنسا.
ويذكر أن الاحتجاجات لم تتوقف رغم حملة الاعتقالات الواسعة و العطلة القسرية، الا بعد أن قرّر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة التراجع عن إجراءات الترفيع في الاسعار يوم 6 جانفي 1984. ويعتبر شهر جانفي في تونس ذا رمزية مرتبطة أساسا بالغضب و الإنتفاضات منذ انطلاق الكفاح ضد المستعمر في جانفي سنة 1952 الى انتفاضة الخبز في جانفي 1984 وصولا الى ثورة 14 جانفي 2011 ، وكانت هذه الأحداث تشكّل منعرجا تاريخيا محوريا في مصير البلاد لم تتمكن جل الحكومات المتعاقبة قبل و بعد الثورة من البحث في الأسباب و ايجاد الحلول .