يتزامن يوم الثلاثاء 26 جانفي 2021 مع الذكرى الـ43 ليوم “الخميس الأسود” التى قرر فيه الإتحاد العام التونسي للشغل تنفيذ إضراب عام بالبلاد عقب إنعقاد مجلسه الوطني أيام 8، 9 و10 جانفي 1978، و قد جدت على إثر الإضراب مواجهات دامية بين الأمن وكافة مكونات الطبقة الشغيلة أدت إلى حصول أحداث دامية سجلت في ذاكرة كل من عاصرها.
الشرارة والنتائج
كان الإتحاد العام التونسي للشغل من بين القيادات التى ساهمت في حصول تونس على الإستقلال من خلال المشاورات والتعريف بالقضية الوطنية في المحافل الدولية، وتحصل الاتحاد العام التونسي للشغل إثر الاستقلال على نصيب من السلطة من خلال تعيين بعض من قادة الاتحاد صلب حكومة الحبيب بورقيبة أنذاك، لكن سرعان ما شهدت العلاقة توتّرا بين الاتحاد والسلطة نتيجة طرحه لمشاكل نقابية لم تف بها السلطات ليعلن الاتحاد العام التونسي للشغل إضرابا عاما يوم 26 جانفي 1978، سقط على إثره حوالي 53 شهيدا و جرح فيه أكثر من365 مواطنا حسب ما صرحت به حكومة الهادي نويرة أنذاك، نتيجة الإشتباكات التى حصلت بين المتظاهرين والأمن.
ويقول شاهد عيان على أحداث الخميس الأسود:”يوم ليس كسائر الأيام، رائحة الغاز المسيل للدموع تكاد تحبس انفاس المارة كر وفر بين الجيش والمواطنين ،رائحة الفوضى تعم المكان يوم لم تسبق لتونس أن شهدت مثيلا له، كنت في طريقي إلى منزلي الذي لم أتمكن من الوصول إليه بسبب إغلاق أغلب شوارع العاصمة.
وأدت الأحداث التي شهدتها البلاد يومها إلى انتصار السلطة على الاتحاد العام التونسي للشغل بفرض تعيينات جديدة مناهضة للاحتجاج على رأس الأمانة العامة وإعتقال أبرز قيادات الاتحاد المتمثلة في الحبيب عاشور، وإعلان حالة الطوارئ مع حظر الجولان ومنع التجمعات.
وشكل الخميس الأسود بداية النهاية لنظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.