صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

من غلق “الفانة”إلى”حرق”مقرات الإنتاج..الحراك الاجتماعي يستضعف الدولة أكثر

في تطور خطير لتمظهرات التحركات الاحتجاجية وأساليب الظغط المعتمدة من المعتصمين على الدولة لافتكاك حقوقهم من تشغيل وتنمية،هدّد،اليوم الخميس،معتصمو “حقل الدولاب” بجبل سمامة،الواقع على حدود معتمديتي العيون وسبيطلة من ولاية القصرين،بإحراق مقرّ شركة البحث عن النفط وإستغلاله بالبلاد التونسية “سيريبت” المستغلة للحقل.

تهديد بحرق مقر الشركة

للوقوف على أسباب هذا التصعيد العنيف، أوضح عضو تنسقية اعتصام الدولاب، جابر مرزوقي، في تصريح لـ JDD أن التهديد بإحراق مقرّ شركة البحث عن النفط وإستغلاله بالبلاد التونسية “سيريبت” المستغلة للحقل،كان نتيجة الصدمة النفسية التي كان تحت تأثيرها المعتصمون اثر وفاة زميلهم جراء حادث سير تعرض له عندما كان بصدد جلب الأكل لهم.

وأكد المرزوقي تراجع المعتصمين عن هذه الخطوة مضيفا “تراجعنا عن هذه الخطوة..لكننا لن نصمت عن حقوقنا وسننظم غدا الجمعة 15 جانفي 2021 تحركا احتجاجيا أمام مقر الولاية بسبب عدم الإستجابة الى مطالبنا المتعلقة أساسا بالإنتداب المباشر ومساهمة الشركة في تنمية المناطق المتاخمة لها والافراج عن زملائنا”.

يذكر أن عددا من العاطلين عن العمل من مختلف المستويات التعليمية من متساكني المناطق المتاخمة لشركة “سيريبت” كونوا “تنسيقية الدولاب” منذ شهرين وينفذون اعتصاما أمام هذه المنشأة البترولية المنتصبة للضغط من أجل الاستجابة إلى مطالبهم.

التنسيقيات

عاشت تونس خلال العام الماضي على وقع إحتجاجات “عشوائية” في عدد من الولايات، لم تكن تقف وراءها رسميا أي جهة سياسية أو نقابية، وقادتها ما باتت تُعرف بالتنسيقيات الجهوية والتي بدأ دورها يتعاظم خاصة بحصول تنسيقية “إعتصام الكامور” بولاية تطاوين على “الشرعية في التفاوض” بعد تمكنها من فرض نفسها بغلق مضخة النفط بالجهة لأشهر وافتكاك إتفاق بملايين الدينارات من حكومة هشام المشيشي.


فتح إتفاق الكامور شهيّة بقية شباب الولايات الداخلية على فرض أنفسهم كبديل عن النقابات، فبعد اتفاق نوفمبر بين تنسيقية اعتصام الكامور والحكومة، دخل أعضاء مايعرف بـ”تنسيقية الصمود 2″ في إعتصام بالمنطقة الصناعية بقابس مما تسبب في أزمة وطنية في التزود بالغاز المنزلي لأسابيع.


هذه الظاهرة الجديدة أنتجت مخاوف من “سقوط الدولة” كما جاء على لسان الوزير السابق ناجي جلول ، مشيرا إلى وجود تواطئ من داخل السلطة لدعم التنسيقيات الجهوية، داعيا رئيس الجمهورية قيس سعيد للتدخل باعتباره المسؤول عن الأمن القومي.
كما حذّر الأمين العام لحركة “مشروع تونس” محسن مرزوق رئيس الجمهورية من مغبة “اللعب بالنار”، داعيا إياه في تصريح إعلامي محلي إلى “عدم الاعتقاد بأن تكون الفوضى عاملا لكسب مشروعية ثورية”، وفق تعبيره.

الخروج من نسخة الهاتف المحمول