وصفت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التوسية راضية الجربي اليوم 9 جانفي 2021 في تصريح لـ jdd الأرقام الرسمية حول محو الأمية في تونس بأنها “مفزعة وغير مطمئنة”، وقالت إن الإحصائيات المعلنة تعطي الإنبطاع بأن تونس لم تشتغل على محو الأمية ولم تضع البرامج الخاصة بمعالجة هذه الظاهرة.
وتأتي تصريحات الجريبي ضمن الانتقادات الموجهة لبرنامج محو الأمية الذي تتبعه تونس منذ سنوات على اعتبار أنه لم يحقق أهدافه والمتمثلة في الوصول بكافة شرائح المجتمع التونسي إلى مستويات تمدرس وتعلم محترمة تبعد عن تونس شبح الأمية في زمن أصبح فيه الأمي ليس فقط الشخص الذي لا يجيد الكتابة والقراءة بل هو ذلك الإنسان الذي لا يفقه أبجديات التكنولوجيات الحديثة.
بدائل ضرورية
وإلى جانب الجريبي يعتقد الكثير من المتابعين للشأن التونسي أن برنامج الأمية التي تتبعه تونس منذ سنوات وتم تعديله في أكثر من مناسبة لم يحقق أهدافه. وأكدت الجربي أن برنامج تعليم البنات في تونس مايزال بعيدا عن تحقيق أهدافه. معتبرة أن المنظومة التعليمية في تونس لم تواكب حاجيات العصر ولا تتلائم مع خصوصية الجيل الحالي. كما أشارت إلى أن البرامج التعليمية التي تتغير كل سنتين أو ثلاث سنوات من بين أبرز أسباب الانقطاع المبكر عن الدراسة.
وأشارت الجريبي إلى أن الاتحاد الوطني للمرأة أعد استراتيجية خاصة بمحو الأمية للفترة الممتدة بين العامي 2020 و2030 ودراسة حول عاملات المنازل من أجل أن تتمكن المنظمة من معرفة مدى ارتباطها بالأمية والتنمية. وقالت الجريبي إن هذه الجهود “تهدف لإيجاد معالجات متقاربة من كل الزوايا”. وأشارت إلى أن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية يسعى إلى إيجاد التمويلات اللازمة للبدء في مرحلة إنجاز خطط عمله.
كذلك شدّدت على ضرورة تغيير المناهج التعليمية لتكون مواكبة لعمر المنقطعين عن الدراسة. كما أشارت الجريبي إلى أهمية التكوين من أجل استقطاب المنقطعين عن الدراسة، وهو ما يعني تدريب مكونين بمؤهلات عالية تساعد في تحقيق أهداف برنامج محو الأمية.
ويندرج موقف رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية في خانة الأصوات المنادية بإيجاد بدائل ناجعة تمكن البلاد من تحقيق إنجازات ونتائج ملموسة فيما يتعلق بمحو الأمية ورفع نسبة المتعلمين من كبار السن.
ووفق الاحصائيات في تونس تبلغ نسبة أمية النساء في الأرياف 38 %، وهو ما ورد في بيان صادر عن وزارة المرأة.
ربع نساء تونس أمّيات
يشار إلى أنّ وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي كان قد أكّد أنّ ربع نساء تونس من الأمّيات (25 % من عدد الأميين في تونس) وأن نصف النساء الأميات موجودات في الأوساط الريفية، وجاء هذا التصريح أمس الجمعة 8 جانفي خلال إشراف الطرابلسي على افتتاح ندوة وطنية تحت شعار “المرأة الأمية بالوسط الريفي: مقاربات التمكين الاقتصادي و الاجتماعي” تم تنظيمها بمناسبة إحياء اليوم العربي لمحو الأمية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في“المركز الوطني لتعليم الكبار”.
وقال الطرابلسي، بحسب ماورد في بيان صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية، إن “تونس راهنت منذ الاستقلال على إيلاء الاهتمام بمسألة الأمية و تعليم الكبار و هو ما ساهم في تحقيق تراجع ملحوظ في نسبتها”، لكنه مع ذلك أقرّ بأن نسبة الأمية في تونس التي تبلغ 19 % وبشكل خاص الأرقام التي تتعلق بفئة النساء “تستدعي ضرورة تضافر كل الجهود بين كل الأطراف من خلال تبادل التجارب و الخبرات لمزيد التقليص من هذه النسبة”.