صحيفة الأحد – Jdd Tunisie

تحركات ليلية تكشف غياب البدائل..والشارع يضع الأحزاب في التسلل !!

عاشت تونس على وقع عمليات نهب وسرقة ممنهجة توزعت على مناطق عديدة من ولايات الجمهورية في تزامن غريب يوحي بتنسيق سابق بين الأطراف المحركة لهذه العمليات خاصة وأنها عرفت في أغلبها مشاركة أطفال قصر لم تتجاوز أعمارهم الـ15 سنة وفق ما أكدته وزارة الداخلية التونسية.

أحداث صمتت عنها اﻷحزاب رسميا اذ لم تصدر بيانات لا مساندة ولا تنديد فيما اختلفت ردود أفعال الشخصيات السياسية بين من برر لها معتبرا انها حراك ثوري احتجاجي يبشر بثورة جديدة وبين من استنكرها وأكد انها أعمال تخريب ولا علاقة لها بالمطلبية المشروعة.

أطراف الحكم تستنكر الإحتجاجات وتدعم المؤسسة الأمنية

استنكر النائب عن ائتلاف الكرامة، أحمد موحة، الاعتداءات التي وقعت على الأملاك الخاصة والعامة محملا مسؤولية ما وقع لدعاة الفوضى من السياسيين والاعلاميين، مشددا على أن من يريد التظاهر السلمي عليه بالاحتجاج نهارا للتفريق بينه وبين المجرم.

من جانبها تساءلت القيادية بحركة النهضة، يمينة الزغلامي حول ظاهرة خروج أطفال قصر، أقل من 16 سنة للمشاركة في عمليات حرق العجلات ومحاولات النهب في توصيف ضمني للتحركات الاخيرة بانها تخريبية وليست احتجاجية.

في ذات السياق،شكر رئيس كتلة قلب تونس،أسامة الخليفي،الأمن الجمهوري على تصديه للعبث الذي يحاك في جنح الظلام ضد الدولة وضد تماسكها وضد شعبها مشددا على أن من لم يفهم أن للدولة رجالا ونساء واعين كل الوعي بما يحاك ضدها ولهم من الذكاء كما عودونا لفهم كل كبيرة وصغيرة فهو واهم.

المعارضة تنقسم بين داعم ورافض

إعتبر النائب عن التيار الديمقراطي، محمد عمار، أن ما حدث ليلا من تخريب للأملاك العامة مرفوض ومدان ، مشددا في الآن ذاته أنه يدعم كل الاحتجاجات السلمية بوجوه مكشوفة وفي الأماكن العامة.

من جهته انتقد ،كمال عمروسية عضو اللجنة المركزية لحزب العمال،ما وصفه بإعلام العار الذي قال انه يتحدث عن الاحتجاجات الليلية ويصفها بأحداث الشغب ،تقارير اعتبرها تذكّر بمضامين كانت تُقدّم زمن حكم بن علي مؤكدا انه كان من المفروض التطرق إلى الدوافع الحقيقية لبداية هذا النهوض عوض وصفها بالأعمال الإجرامية والتخريبية.

وأكد عمروسية على أن الشباب المحتج ملّ الوعود الزائفة وطفح الكيل به وضاق ذرعا بالأوهام المروجة منذ سنوات معتبرا أنّ خطاب التخويف والترهيب الذي يصدر عن مسؤولين كثر لن يجدي نفعا أمام الجوع واليأس والتشريد الذي حل بهذا الشعب، كان أولى وأحرى بهم القضاء على أسباب الاحتجاجات لا تشويهها والزج بأصحاب الحقوق في السجون. مشددا على أنه لا أوهام يمكن أن تعلّق على ممثلي منظومة الحكم اليوم ولا خلاص لشعبنا إلاّ على أنقاض نظامهم الفاسد والفاشل.

الخروج من نسخة الهاتف المحمول